(ذات عرق) : موضع مهلّ أهل العراق أيضاً ، وهو الحد بين نجد وتهامة. وقيل : عرق : جبل بطريق مكّة ، ومنه ذات عرق. قال الأصمعي : ما ارتفع من بطن الرمّة فهو نجد إلى ثنايا ذات عرق. وعرق : هو الجبل المشرف على ذات عرق. قال ابن عيينة : إنّي سألت أهل ذات عرق. أمتهمون أم منجدون؟ فقالوا : ما نحن بمتهمين ولا منجدين. نحن أهل الغور. وكانت ذات عرق في الجاهلية بها أبيات قليلة ، فلمّا كثر الناس تحوّلت. وبنى المهدي العباسي بها مسجد المحرم. ولقد وقّت النبي (صلّى الله عليه وآله) لأهل العراق ذات عرق. وقيل : وقّت لأهل البصرة ذات عرق. وعن كيس بن يحيى ، عن أبيه قال : أقبل النبي (صلّى الله عليه وآله) حتّى أشرف على بنية مسجد النجد فصلّى به ، وأشرف على قرية ذات عرق ، وكان يُقال لها : (رهاط) ، فوقفت ناقته فضرب عصاه فأنبط عيناً ، فهي تسقي الآن وداي النخل برهاط ، وأثر ناقته في صفا. ثمّ جانب العين من ذات عرق على ليلة ممّا يلي القبلة قطاع لآل الزبير ، ولمحمد بن يوسف الجعفري. وعينهم تسمّى عين النبي (صلّى الله عليه وآله). ودون ذات عرق بميلين ونصف مسجد للنبي (صلّى الله عليه وآله) وهو الميقات للإحرام ، وهو أوّل تهامة. سمّي هذا المسجد نجداً ، والمسجد الذي في ذات عرق الكبير فيه المنبر ، وإلى جنب ذات عرق (الحربة) سمّيت بعرق الجبل. فإذا صرت عند الثامن من البريد رأيت بيوت الحربة في الجبل. وهناك بئر للأعراب يمنة الطريق. وأهل ذات عرق يسمّون الجبل كلّه ذات عرق (١). وذكـر الأزرقـي (٢) قال : ذات عرق في طريق العراق ، وهي الطريق التي يُقال لها اليوم : (الطريق الشرقي). وذات عرق مندثرة. ويحرم الحاج من (الخريبة) التي تُسمّى اليوم (الخريبات) ، وهي بين المضيق ووادي العقيق (عقيق الطائف) ، وذكروا أوّل تهامة من قبل نجد مدارج ذات عرق. قال بعض أهل ذات
__________________
(١) عن المخطوط.
(٢) انظر أخبار مكّة ـ محمد بن عبد الله بن أحمد الأزرقي ٢ / ٢٥١ ، طبع مصر.