أَحَقاً عِبادَ اللهِ أَن لَستُ رَائياً |
|
سَنامَ الحِمى أُخرى اللّيَالى الغَوَابرِ |
كأَنَّ فُؤَادِى مِن تَذكُّرِهِ الحِمى |
|
وَأهلَ الحِمى يَهفو بِهِ رِيشُ طائرِ |
وهذا الجبل من الحميين ؛ حمى الربذة وحمى ضربة ، وبعد أريمة بنحو من أربعة أميال قباب خربة ، ودونها بئر رديّة ، ووراء ذلك أحسا (١) بموضع يُقال له : (الأمعر) ، وقبل الربذة بميل بركة ناحية عن الطريق ، وجاء الحسين (عليه السّلام) بركبه إلى مغيثة الماوان ، ثمّ غادرها إلى النقرة.
(النَّقرة) أو معدن النقرة على ما ذكرها المقدسي : بفتح النون وسكون القاف ، ورواها الزهري : بفتح النون وكسر القاف. قال الأعرابي : كلّ أرض منصبّة في وهدة فهي النقرة ، وبها سمّيت النقرة بطريق مكّة التي يُقال لها : معدن النقرة (٢). قال أبو عبد الله السكوني : النقرة : ضبطه ابن أخي الشافعي بكسر القاف ، بطريق مكّة`، يجيء المصعد إلى مكّة من الحاجر إليه ، وفيه بركة وثلاث آبار ؛ بئر تُعرف بالمهدي (٣) ، وبئران تُعرفان بالرشيد ، وآبار صغار للأعراب تنزح عند كثرة الناس. وماؤهن عذب ، ورشاؤهنَّ ثلاثون ذراعاً ، وبها حصن وماء ضعيف وموضع وحش ، هكذا ذكره المقدسي ، وعندها مفترق الطريق ؛ فمَنْ أراد مكّة نزل المغيثة ، ومَنْ أراد المدينة أخذ نحو العسيلة فنزلها. قال أبو المسوّر :
فصبحّتْ معدنُ سوقِ النقرهْ |
|
وما بأيديها تحسّ فترهْ |
في روحةٍ موصولةٍ ببكرهْ |
|
من بينِ حرفٍ بازلٍ وبكرهْ |
قال أبو زياد : في بلادهم نقرتان لبني فزاره بينهما ميل (٤). وذكر ابن بليهد قال :
__________________
(١) الأحسا : وهو الماء تنشفه الأرض من الرمل ، فإذا صار إلى صلابة أمسكته ، فتحفر عنه العرب فتستخرجه. وهو علم لمواضع من بلاد العرب. انظر المشتركات ـ ياقوت الحموي / ١٤ ، طبع غوتنجن ـ ألمانيا.
(٢) انظر المعجم ـ ياقوت الحموي ٨ / ٣٠٨.
(٣) ذكر السيوطي أنّه في سنة إحدى وستين بعد المئة أمر المهدي بعمارة طريق مكّة وعمل البرك.
(٤) انظر ابن بليهد ٥ / ١٧.