النقرة أقرب ما يكون لها من المناهل الحاجر المشهور بهذا الاسم من العهد الجاهلي إلى هذا العهد (١). وفي المخطوط ، عن سنان المازني ـ مازن فزارة ـ عن أبيه ، عن جدّه : إنّ النقرة ألحّ عليها النقرين ، أنّه حفر فيها قليباً في زمان عطش في صفا ، دل عليها مهندس فنقرت في الصفا حتّى أدرك ماءها ؛ فسمّيت النقرة. وكانت إذ ذاك لبني فزارة ، ثمّ لبطن منهم يُقال لها : ربيعة بن عدي بن فزارة ؛ فأمّا اليوم فباديها لهم وحاضرها لقريش والنجار. وقال في ذلك سويد العبسي :
قد علمت خودٌ تحلّ الأبرقا |
|
والنقرتين والقصيمَ والنقا |
إنّا نداوي بالسيوف الأحمقا
وعن هاشم بن محمد ، عن أبيه قال : سمّي ذو نقرة بنقرين بن جنادة ؛ احتفرها فنسبت إليه ، وأخوه الرمّة بن جنادة نسبت إليه بطن الرمّة. ومن النقرة إلى مغيثة الماوان سبعة وعشرون ميلاً. وبالنقرة قصر ومسجد وبركتان وآبار ، وبها ثمانية أعلام ؛ علمان للدخول ، وعلمان للخروج ، وعلمان لطريق البصرة ، وعلمان لطريق المدينة ، وعلى ثمانية أميال منها بئر طيبة الماء وآبار مدفنة يسرة ، عندها قباب حضرتها خالصة بين الميل الثالث والرابع ، وإذا سال الوادي دخلها. وعلى اثني عشر ميلاً منها بركة تُدعى (السمط) ، وجبل أسود فيه بياض ، وعند البريد قبر رجل من أهل الكوفة يُدعى (اليزيدي) ، وعلى ثلاثة عشر ميلاً من النقرة بركة تقع عن يمين الطريق عند الجبل والقصر تسمّى (الأقحوانة) ، وهي المتعشى. وعند البريد بئران فيهما ماء غليظ ، وبعدها بأربعة أميال بركة الماوان في الوادي عند المتعشى ، وقصر ومسجد يسرة الوادي يُقال له : (بنج) ، والماوان جبل يسرة ، وبقرب العلمين في مواضع أحسا صالحة الماء ، ومن الطريق يسرة منابت طرفا ، وعلى سبعة أميال من المغيثة بركة مدوّرة خراب يسرة (٢). وذكر الرحالة ابن جبير قال : ثمّ نزلنا يوم الأربعاء خامس رحيلنا
__________________
(١) انظر ابن بليهد ـ صحيح الأخبار ـ ج ٤ ص ١٧٧.
(٢) عن المخطوط.