قال ابن الكلبي ، عن الشرفي : زرود ، والشقرة ، والربذة. بنات يثرب بن قانية بن مهليل بن رخام بن عبيل أخي عوض بن أرم بن سام بن نوح ، وتُسمّى زرود العقبة ، وفي زرود بركة وقصر وحوض. قالوا : أوّل الرمال الشيحة ، ثمّ رمل الشقيق ، وهي خمسة أجبل ؛ جبلا زرود ، وجبل الغر ، ومريخ وهو أشدّها ، وجبل الطريدة وهو أهونها حتّى تبلغ جبال الحجاز. ويوم زرود من أيّام العرب مشهور بين بني تغلب وبني يربوع (١). ذكر النويري (٢) قال : غزا الحوفزان حتّى انتهى إلى زرود خلف جبل من جبالها ، فأغار على نعم كثير لبني عبس فاجتازوها ، وأتى الصريخ لبني عبس فركبوا ، ولحق عمارة بن زياد العبسي الحوفزان فقال : يا بني شريك ، قد علمتم ما بيننا وبينكم. قال الحوفزان وهو الحارث بن شريك : صدقت يا عمارة ، فانظر كلّ شيء هو لك فخذه. فقال عمارة : لقد علمت نساء بكر بن وائل إنّي لم أملأ أيدي أزواجهن وأبنائهن شفقة عليهنّ من الموت. فحلّ عمارة النعم ليرده ، وحال الحوفزان بينه وبين النعم فعثرت بعمارة فرسه فطعنه الحوفزان ، وطعنه نعامة بن عبد الله بن شريك ، وأُسر ابنا عمارة ؛ سنان وشداد. وكان في بني عبس رجلان من طيء ابنان لأوس بن حارثة مجاورين لهم ، وكان لهما أخ أسير في بني يشكر ، فلمّا فقدته بنو شيبان نادوا : يا لثارات معدان ، فعند ذلك قتلوا ابني عمارة ، وهرب الطائيان بأسرهما ، فلما برئ عمارة من جراحه أتى طيئاً ، فقال : ادفعوا إليّ هذا الكلب الذي قُتلنا به. فقال الطائي لأوس : ادفع إلى بني عبس صاحبهم. فقال لهم : تأمرونني أن أعطي بني عبس قطرة من دمي ، وإنّ ابني أسير في بني يشكر؟! فوالله ما أرجو فكاكه إلاّ بهذا. فلمّا قفل الحوفزان من غزوه بعث إلى بني يشكر في ابن أوس ، فبعثوا به إليه ، فافتدى به معدان. وقال نعامة بن شريك :
__________________
(١) انظر معجم البلدان ـ ياقوت الحموي.
(٢) انظر نهاية الأرب ـ النويري ١٥ / ٤١٥.