استنزلتْ رماحُنا سنانا |
|
وشيخُنا بطخفةٍ عنانا |
ثمّ أخوه قد رأى هوانا |
|
لمّا فقدنا بيننا معدانا |
هذا يوم زرود الأوّل ، وهناك يوم زرود الثاني ، وهو لبني يربوع على بني تغلب. ذكر النويري (١) : أنّه أغار خزيمة بن طارق التغلبي على بني يربوع وهم بزرود ، فاقتتلوا قتالاً شديداً ، ثمّ انهزمت بنو تغلب ، واُسر خزيمة بن طارق ، أسره أنيف بن جبلة الضبي ، وهو فارس السليط ، وكان يومئذ نفيلاً (٢) في بني يربوع ، وأسيد بن حناءة السليطي فتنازعا فيه ، فحكّما بينهما الحارث بن قراد ، فحكم بناصية خزيمة للأنيف على أنّ لأسيد على أنيف مئة من الإبل. قال : ففدى خزيمة نفسه بمئتي بعير وفرس. قال أنيف :
أخذتكَ قسراً يا خزيمُ بنَ طارقٍَ |
|
ولاقيتَ منّي الموتَ يومَ زَرودِ |
وعانقتهُ والخيلُ تُدمى نحورُها |
|
فأنزلته بالقاعِ غيرَ حميدِ |
وقال ابن الكليحة اليربوعي (٣) : وكانت كلمت فرسه فتراخت به حتّى إذا أسره أنيف دونه :
تداركَ أرخاءُ العرارةِ دونها |
|
وقد جعلتني من جذيمةَ أصبعا |
وفيها يقول :
فقلتُ لكأسٍ ألجميها فإنّما |
|
حللنا الكثيبَ من زرودٍ لنقرعا |
ذكر ابن بليهد (٤) قال : زرود هو مشهور على اسمه إلى هذا العهد لم يتغيّر منه حرف واحد ، هو في وسط رمال عالج ، وهي محيطة به من كلّ جانب ، وطرقه صعبة المنافذ ، وفي الجهة الجنوبية منه جبلان من رمل يُقال لهما : الشامات ، وفيهم
__________________
(١) انظر نهاية الأرب ـ النويري ١٥ / ٣٨٣.
(٢) النفيل : الغريب.
(٣) انظر معجم ما استعجم ـ البكري / ٤٣٦.
(٤) انظر صحيح الأخبار / ٢٤٩.