مَنْ يضيفها إلى زرود ، فيقول : شامات زرود ، وهي التي ذكرها عمر بن كلثوم في معلّقته حين قال :
وأنزلنا البيوتَ بذي طلوحِ |
|
إلى الشامات تنفي الموعدينا |
وزرود هي المحطّة المشهورة في طريق حاج بغداد ، وقد ذكر أبو الفرج الأصبهاني في (الأغاني) : أنّ أبا جعفر المنصور لمّا نزل زرود ، وهو ماء لبني أسد ، وعزم على الرحيل ، وهو والربيع عديلان على جمل ، قال لبني أسد : هل عندكم حادٍ يحدينا هذه الليلة؟ قالوا : نعم يا أمير المؤمنين ، عندنا الذي يحدي بالملوك. فقال : عليّ به. فاندفع يتغنّي إلى الصبح ، فاستأذن للرجوع إلى أهله ، فقال الخليفة للربيع : ادفع له خمسين درهماً. فلمّا دفعها له قال الرجل للربيع : إنّي حدوت بهشام بن عبد الملك في هذا الطريق ودفع لي خمسين ألف درهماً. فأخبر الربيع الخليفة ، فقال : اقذفه في السجن حتّى يدفعها إليك يا ربيع ؛ فهي من بيت مال المسلمين الذي جمعته بنو اُميّة. فسقط في يد الأسدي ، ثمّ جاء الأسديون يستنجدون بالربيع أن يطلق لهم صاحبهم ، فكلّم الخليفة وعفا عنه.
وذكر ابن جبير (١) زرود في رحلته ، فقال : وهذه في بسيط من الأرض فيها رمال منهالة ، وبها خلق كثير داخله ديراوات صغار شبيه بالحصن ، يُعرف بهذه الجهات بالقصر ، والماء بهذا الموضع في آبار غير عذبة. وفي المخطوط : حدّث أبو محمد الوراق ، عن علي بن الصباح ، عن هشام بن محمد ، عن أبيه قال : سُمّيت بزرود ؛ إنّ زرود وشقرة ابنتي يثرب بن قانية بن مهلهل بن رخام بن عبيل بن عوض بن أرم بن سام بن نوح. وزرود قبل الخزيميّة بميل ونصف ، وهي لبني أسد وبني نهشل أيضاً ، وفيها من الآبار العامرة والمدفونة نحواً من عشرين بئراً ماؤها غليظ ، وبها قصر وحوانيت وبركة ماء وحوض على بئر كبير. قال الشماخ بن ضرار :
وراحت رواحاً من زرودٍ فنازعتْ |
|
زُبالةَ جلباباً من الليلِ أخضرا |
__________________
(١) انظر الرحلة ـ ابن جبير / ١٦٣.