ثعلبة ، وإليهم نسبت الثعلبية ، وكانت مياه الحرث بن سعد محيطة بها ، وكان الزبير بن مالك بن سريح منخرق السمع يسمع الكلام من مسيرة ثلاثة أميال ، وكان يرعى غنماً له بموضع يُقال له : حمد السيل من الثعلبية على ثمانية أميال ، وكان أهلها على ثمد لهم يُقال له : الطريقة ، من الثعلبية على ثلاثة أيّام ، فمرّ رجلان من الشمامين الذين يعرفون مواضع الماء فقالوا لأهل الزبير بن مالك : اسقونا الماء. ثمّ ذكروا نحواً من الأحاديث المارة الذكر ، إلاّ إنّه قال : فجاءت بنو ثعلبة مالك أبى الزبير فاشتجروا في الماء كلّ يدّعيه ، فتحاكموا إلى والي المدينة فقضى أنّ الماء لمَنْ احتفره. حدّثني أبو محمد الوراق ، عن عقيل بن محمد بن شمردل الأسدي قال : قال رجل نعامي من نعامة بن صعب بن أسد بن خزيمة : ومرّ على ماء الشقوق فمنعوه ماءها ، فقال :
قد قلتُ للعيسِ افردي بالبردِ |
|
الماءُ ماءُ الحرثِ بنِ سعدِ |
هـناك تـروينَ بـغيرِ نقدِ
يعني ماء الثعلبية. وحدث بن أبي السعد ، عن داود بن محمد بن عبد الملك الأسدي ، عن أبيه ، عن جدّه : أنّ الثعلبية أُحدثت في زمن عبد الملك بن مروان. قالت ليلى الأخيلية (١) :
عَوابِسَ تَعْدُو الثّعْلَبِيَّةَ ضُمَّراً |
|
وَهُنَّ شَواحٍ بالشّكِيمِ الشَّواجِرِ |
وقال عمرو بن شأس الأسدي :
أتعرفُ منزلاً من آل ليلى |
|
أبى بالثعلبيّةِ أن يريما |
وذكر ابن بليهد (٢) قال : ولمّا خرجت أياد من تهامة نزلوا ناحية نجد ، ثمّ ساروا قبل العراق حتّى نزلوا الشقيقة ، فتواثقوا هناك مع مرزبان من مرازبة الفرس ، وأتوا حتّى أقاموا بالثعلبية ، فلمّا انقضى أمد العهد أجلهم أياد عن الثعلبية ، ثمّ ساروا حتّى نزلوا الجبل من السواد وهزموا هنالك جيشاً للفرس ، ثم ساروا
__________________
(١) انظر البكري : معجم ما استعجم ص٢٢٠ طبع أوربا.
(٢) انظر محمد بن عبد الله بن بليهد ـ صحيح الأخبار ـ ج ٣ ص ١٨٢.