محمد بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (عليهم السّلام) بالمدينة أيّام المأمون العباسي ، وكان محمد قد دعا لنفسه. ذكر ابن الخطيب (١) قال : وبايعوا ـ أي أهل المدينة ـ محمد بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (عليهم السّلام) بالخلافة يوم الجمعة لثلاث خلون من شهر ربيع الآخر سنة مئتين ، فلم يزل يُسلّم عليه بالخلافة حتّى كان يوم الثلاثاء لخمس خلون من جمادى الأولى سنة مئتين ، ثم صاروا إلى مكّة وقاتلوا هارون بن المسيّب قتالاً شديداً. ثمّ إنّ محمد بن جعفر سأله الأمان لأصحابه الباقين بعد أن حوصر وهرب أكثر أصحابه ، فأمنهم الجلودي ، وبعدها حملهم مقيّدين في محامل بلا وطاء ليمضي بهم إلى خراسان إلى المأمون ، فلمّا وصلوا بهذا الحال زبالة خرجت عليهم بنو نبهان فاستنقذوهم منه بعد حرب طويلة صعبة (٢). قالوا : وفي زبالة مات موسى بن عبد الله بن موسى بن الحسن بن علي بن أبي طالب (عليه السّلام) مسموماً. ذكر المسعودي (٣) قال : وحمل سعيد الحاجب من المدينة موسى بن عبد الله ، وكان من النسك والزهد في نهاية الوصف ، وكان معه إدريس بن موسى ، فلمّا صار سعيد بناحية زبالة من جادة الطريق اجتمع خلق من العرب من بني فزارة وغيرهم لأخذ موسى من يده ، فسمّه ومات هناك ، وخلّصت بنو فزارة ابنه إدريس بن موسى. وذكر الشبلنجي (٤) كرامة للإمام موسى بن جعفر في زبالة ، قال : من كتاب الدلائل للحميري ، روى أحمد بن محمد ، عن أبي قتادة ، عن أبي خالد الزبالي قال : قدم علينا أبو الحسن موسى الكاظم زبالة ومعه جماعة من أصحاب المهدي بعثهم في إحضاره لديه إلى العراق من المدينة ، وذلك في مسكنه الأوّل ، فأتيته وسلّمت عليه ، فسرّ برؤيتي ، وأوصاني بشراء حوائج وتبقيتها
__________________
(١) انظر ابن الخطيب البغدادي ـ تاريخ بغداد ـ ج ٢ ص ١١٣ ـ ١١٤.
(٢) انظر أبو الفرج الأصبهاني ـ مقاتل الطالبيِّين ـ ص ٥٤١ ، طبع مصر.
(٣) انظر علي بن الحسين المسعودي ـ مروج الذهب ـ ج ٤ ص ١٢٣.
(٤) انظر الشبلنجي ـ نور الأبصار ـ / ٢٠٢ ، طبع مصر العثمانية.