عندي له ، فرآني غير منسبط ، فقال لي : «ما لي أراك منقبضاً؟». فقلت : كيف لا أنقبض وأنت سائر إلى هذه الفئة الطاغية ، ولا آمن عليك؟ فقال (عليه السّلام) : «يا أبا خالد ، ليس عليّ بأس ، فإذا كان في شهر كذا يوم الفلاني منه فانتظرني آخر النهار مع دخول الليل فإنّي أوافيك إن شاء الله تعالى». قال أبو خالد : فما كان لي همّ إلاّ إحصاء تلك الشهور والأيام إلى ذلك اليوم الذي وعدني المجيء به ، فخرجت عند غروب الشمس فلم أرَ أحداً ، فلمّا كان دخول الليل إذا بسواد قد أقبل من ناحية العراق فقصدته ، فإذا هو على بغلة أمام القطار فسلمت عليه ، وسررت بمقدمه وتخلّصه (١) ، فقال لي : «أداخلك الشك يا أبا خالد؟». فقلت : الحمد لله الذي خلّصك من هذا الطاغية. فقال : «يا أبا خالد ، إنّ لهم إليّ عودة لا أتخلّص منها». وفي المخطوط : حدّث محمد بن عمرو بن بشر ، عن إبراهيم بن عطارد قال : زبالة لبني غاضرة. وحدّث أبو محمد الورّاق ، عن علي بن الصباح ، عن هشام بن محمد السائب ، عن أبيه قال : سمّيت ببلى وأبلى والتلبوت ومناله وزبالة بهم ، وهم بنو حرث بن مكنف من بني عمليق. وحدّث أبو محمد الورّاق ، عن علي بن الصباح ، عن هشام بن أبيه قال : ويُقال : سمّيت زبالة بزبالة لأنّه احتفرها زبالة بن حرث فنُسبت إليه. ومن زبالة إلى الشقوق سبعة عشر ميلاً ، وبها قصر ومسجد. ويُقال : إنّ الحسين بن علي (رضوان الله عليه) صلّى فيه. وبزبالة ثلاث برك ؛ إحداهن تُعرف بالعتيقة ، والاُخرى تُعرف بالكبيرة ولها مصفاة ، ولهذه المصفاة مصفاة صغيرة ، وبزبالة من الآبار التي تُسقى منها بئر تُعرف بالمقعد مدوّرة ، وبئر تُعرف بالريان مدوّرة ، وبئر تُعرف بالصبي مربّعة عندها بركة وحوض ، وبئر تُعرف بالبرمكية مربّعة عليها حوض يُعرف بالعتيق وبركة أخرى. وبزبالة من القلب في بطن الوادي وغيره ثلاثمئة وخمسون قليباً ، وبها بئر أخرى تُعرف ببئر الشجرة. وعلى ستة أميال ونصف من زبالة بركة مدوّرة يسرة ، وهي إحدى الرضمتين ، وهي رضم أبي جعفر يُعرف بالقيصوم ، لها مصفاة ومسجد وقباب وخلفها يميل رضم امير المؤمنين متعشا وبئر وحوض يسمى ذلك كله الرضم (١)
__________________
(١) الرضم على ستة أميال من زبالة والشقوق ، انظر ياقوت الحموي ـ المشترك ـ ص ٢٠٧ ، طبع غوتنجن.