٣ ـ الشين : صامت غاري ملثي ـ إحتكاكي ( رخو ) ـ مهموس ـ مرقق ـ يوصف بالتفشي ، ومعناه أن مخرجه يحتل مساحة كبيرة من منطقة الغار واللثة ، يتصل بها اللسان ، فيكون أثر الاحتكاك في النطق صادراً من نقاط متعددة ، متفشية في الفم (١).
وينقسم الصوت عند الأوروبيين من خلال علاقته المتماسة بالوترين الصوتيين إلى :
أ ـ مجهور ـ voiced وهو الذي يحرك هذين الوترين.
ب ـ مهموس ـ voiceless وهو الذي لا يحركهما.
وهذا نفسه ما ذهب إليه سيبويه ( ت : ١٨٠ هـ ) في الكتاب ، وابن جني ( ت : ٣٩٢ هـ ) في سر صناعة الإعراب كما سيأتي.
ولا أصل لما قيل إن العلماء العرب قد جهلوا شأن ذبذبة الوترين الصوتيين ، فسيبوية يشير إليهما بدلالة كلامه عليهما وإن لم يصرح بهما. فقد أورد أبو سعيد السيرافي ( ت : ٣٦٨ هـ ) في شرحه لكتاب سيبويه ، أنه قال :
« المهموس إذا أخفيته ثم كررته أمكنك ذلك ، وأما المجهور فلا يمكنك فيه. ثم كرر سيبويه التاء بلسانه وأخفى ، فقال : ألاترى كيف يمكن؟ وكرر الطاء والدال وهما من مخرج التاء فلم يمكن.
قال : وإنما الفرق بين المجهور والمهموس أنك لا تصل إلى تبين المجهور إلا أن تدخله الصوت الذي يخرج من الصدر. فالمجهورة كلها هكذا يخرج صوتهن من الصدر ويجري في الحلق ، ؛ أما المهموسة فتخرج أصواتها من مخارجها ... والدليل على ذلك أنك إذا أخفيت همست بهذه الحروف ، ولا تصل إلى ذلك في المجهور » (٢).
وهذه الإفاضة من سيبويه تتضمن في جملتها خلاصة قيّمة للتفريق بين المهموس والمجهور في مجال إخفاء الصوت. وإخفاء الصوت إنما يتحقق
__________________
(١) ظ : عبد الصبور شاهين ، علم الأصوات لمالمبرج : الدراسة ١٢٢ ـ ١٢٦.
(٢) خليل إبراهيم العطية ، في البحث الصوتي عند العرب : ٤٢ وما بعدها ، وأنظر مصدره.