الفعل ، طلبا للتشاكل والتوافق ، لأن الأفعال والمصادر تجري مجرى المثال الواحد.
١٤٩ فاجتماع هذين الوصفين علّة ، لحذف الواو / من المصدر ؛ ألا ترى أنّ أحد الوصفين لو انفرد لم تحذف له الواو ، وذلك نحو «الوزن» و «الوعد» ، لمّا انفتحت الواو ، وزالت الكسرة ، لم يلزم الحذف ، وإن كان الفعل معتلّا في «يزن» و «يعد». وقالوا : واددته ودادا ، وواصلته وصالا ، فانكسرت (١) الواو في المصدر ولم تحذف مع ذلك. فعلمت أنّ مجموع الوصفين علّة ، لحذف الواو من المصدر ، بدليل أنه لمّا انفرد أحد الوصفين لم يقو على حذف الواو.
واعلم أنّ إعلال نحو «عدة» و «زنة» إنما هو بنقل كسرة الفاء ، التي هي الواو إلى العين. فلمّا سكنت الواو ، ولم يمكن الابتداء بالساكن ، ألزموها الحذف ، لأنهم لو جاؤوا بهمزة الوصل مكسورة أدّى ذلك إلى قلب الواو ياء ، لانكسار ما قبلها وسكونها ، فكانوا يقولون : «ايعدة» بياء بين كسرتين ، وذلك مستثقل. فصاروا إلى الحذف. فإذا القصد الإعلال بنقل الحركة ، والحذف وقع تبعا.
__________________
(١) في الأصل : فانكسر.