و «أحسن» و «يحسن» (١). والأصل : «أؤكرم» و «أؤحسن» ، فحذفت الهمزة الثانية ، لاجتماع الهمزتين. وربما خرج بعض ذلك صحيحا غير محذوف ، على أصله ، قال الراجز (٢) :
* فإنّه أهل ، لأن يؤكرما*
قال الشارح (٣) : كان القياس في تخفيف هذه الهمزة أن (٤) تقلب واوا ، فيقال : «أوكرم» و «أوحسن» ، كما قالوا : «جون» في تخفيف : جؤن. إلّا أنّ التخفيف في «جؤن» جائز ، وفي «أؤكرم» واجب لاجتماع الهمزتين. إلّا أنهم كرهوا قلب الهمزة واوا ، لأنّ حرف المضارعة قبله بعرضيّة الزوال في الأمر ، فتقع الواو أوّلا. وذلك مما يكرهونه ؛ ألا ترى أنهم لا يزيدونها أوّلا ، وإذا وقعت أوّلا تسبّبوا في قلبها إلى غيرها ، نحو : تراث ، وتكأة ، وتخمة ، وأقّتت ، وأجوه ، ووعاء وإعاء ، ووشاح وإشاح ، وأحد ، وأناة. كلّ ذلك كراهية لوقوع الواو أوّلا ، مع
__________________
(١) الملوكي : «فقلت : أكرمت وأكرم ، وأحسنت وأحسين».
(٢) انظر ص ٣٣٩.
(٣) ش : «قال شيخنا موفق الدين شارحه».
(٤) ش : بأن.