أو لالتقاء الساكنين ، فإنّ ذلك لا يعتدّ به حذفا (١) ، لأنه متى زال الساكن ، أو فارق الجزم أو الوقف (٢) ، عاد الحرف.
قال الشارح (٣) : اعلم أنّ الحذف على ضربين : لازم ، وعارض.
فاللّازم : ما حدث عن علّة لازمة ، نحو ما ذكرناه من الحذف في : يعد ، وتعد (٤) ، وأكرم ، وتكرم ، ونظائر ذلك. فهذا الحذف معتدّ به من حيث أنّه (٥) لازم ، للزوم سببه.
وأمّا ما يحذف لعلّة عارضة فلا يعتدّ حذفا ، ويكون في حكم الموجود ، وإن لم ينطق به. نحو ما حذف للوقف ، أو للجزم ، أو لالتقاء الساكنين ، لأنّ الوقف ليس بلازم ، من حيث أنك قد تصير إلى الوصل. والجازم قد يزول ويأتي عامل آخر غيره ، إمّا رافع ، وإمّا ناصب. وكذلك الساكنان قد يزول أحدهما ، ويعود إلى أصله ؛ ألا ترى أنك تقول : «لم أنم البارحة» و «رمت المرأة» ، فلا تعيد
__________________
(١) الملوكي : لا يعتدّ حدفا فيه.
(٢) الملوكي : وفارق الجزم والوقف.
(٣) ش : «قال شيخنا موفق الدين شارحه».
(٤) ش : ونعد.
(٥) ش : إنه.