لم (١) لا ردّت إلى واحدها ، كما ردّوا (٢) : شعراء ، إلى واحدها (٣)؟. فلم يأت بمقنع (٤)».
وأمّا ما ذهب إليه الفرّاء ، من أنّ أصل «شيء» : «شيّىء» بالتشديد ، فهو جيّد لو أنّ عليه دليلا. وأمّا اعتلال الكسائيّ في منع الصرف ، مع كونه عنده «أفعالا» ففيه تعسّف ، فلا يصار إليه ما وجد عنه مندوحة. فإذا (٥) جاز أن يكون «فعلاء» كقصباء ، وطرفاء ، فلا يحمل على ما ذكره ، وليس فيه تكلّف سوى القلب ، وهو كثير في الكلام. فاعرفه.
فأمّا قول الحارث بن حلّزة (٦) :
* فإنّا ، من حربهم ، لبراء*
قال (٧) الفرّاء : أراد «برآء» (٨) كأنّه جمع «بريء» على حدّ : ظريف وظرفاء ، إلّا أنّه حذف الهمزة التي هي لام تخفيفا. ويدلّ
__________________
(١) المنصف : فلم.
(٢) المنصف : ردّ.
(٣) ش : «واحده» وكذلك في المنصف.
(٤) ش : بمقنع.
(٥) ش : وإذا.
(٦) انظر ص ٣٧٣.
(٧) كذا.
(٨) ش : «أراد به لبرآء».