فأما «ان» فعلى ضربين : مفتوحة ، ومكسورة. وقد جاء التخفيف فيهما جميعا.
فأمّا المكسورة فإذا خفّفت فلك فيها وجهان : الإعمال والإلغاء. فإلغاؤها لنقص لفظها عن أبنية الأفعال. وهو الأكثر. وأما إعمالها فباعتبار أصلها ، لأنّ ما حذف للتخفيف في حكم المنطوق به ؛ ألا ترى أنهم قالوا : العواور ، من قوله (١) :
* وكحّل العينين ، بالعواور*
فلم يقلبوا الواو الثانية همزة ، على حدّ «أوائل» ، لأنهم أرادوا : «العواوير» فحذفوا الياء تخفيفا ، وهي مرادة. ويؤيّد أنّ ما حذف تخفيفا من اللفظ مراد قولهم : «لقضو الرّجل» فأبقوا الواو ، ولم يردّوا اللام التي هي ياء ، في «قضيت» لأنّ الضمّة ، وإن كانت محذوفة من اللفظ ، مرادة من حيث التقدير. ومثله قولهم (٢) : «رضي زيد» فيمن قال : علم ذلك (٣). فلم يردّوا الواو التي هي
__________________
(١) جندل بن مثنى الطهوي. انظر تخريجه في الممتع ص ٣٣٩. والعواوير : جمع عوّار وهو ، القذى أو الرمد.
(٢) سقط من ش.
(٣) ش : ذاك.