تعالى : (فَانْفِرُوا ثُباتٍ) [النّساء : ٧١] أي متفرقين الفاء بحسب ما قبلها ، وانفروا فعل أمر مبني على حذف النون والواو فاعل ، وثبات حال من الواو وأن تكون منتقلة وقد تكون لازمة كما في قوله تعالى : (وَهُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقاً) [البقرة : ٩١] فمصدقا ملازم للحق وقوله : خلق الله الزرافة يديها أطول من رجليها فيديها بدل من الزرافة بدل بعض من كل وبدل المنصوب منصوب وعلامة نصبه الياء نيابة عن الفتحة لأنه مثنى وأطول حال من يدي الزرافة والطول لازم لهما.
______________________________________________________
قوله : (لا يبغ) لا : ناهية ، ويبغ مجزوم بها وعلامة جزمه حذف الياء ، وامرؤ فاعله. قوله : (على امرىء) متعلق بيبغ والبغي تعدي الحدود الشرعية. قوله : (مستسهلا) أي مستخفا ومستحقرا بالمبغى عليه. قوله : (وأن تكون منتقلة) أي مفارقة غير لازمة عطف على قوله أن تكون مشتقة. قوله : (الزرافة) بفتح الزاي وضمها قيل : وهي مسماة باسم الجماعة لأنها في صورة جماعة من الحيوان ويقال : للجماعة من الناس الزرافة فرأسها كرأس الإبل وقرنها كقرن البقر وجلدها كجلد النمر وقوائمها وأظلافها كالبقر وذنبها كذنب الظبي ليس لها ركب في رجليها بل في يديها فقط وإنما جعل الله يديها أطول لتتمكن حال رعيتها من الشجر وقيل : سميت بذلك لطول عنقها زيادة على المعتاد من زرف في الكلام زاد وجمعها زرافى انتهى من حاشية السجاعي على ابن عقيل بتصرف. قوله : (من رجليها) من حرف جر ورجلي مجرور بمن وعلامة جره الياء نيابة عن الكسرة والهاء : مضاف إليه. قوله : (لازم لهما) أي لليدين والله أعلم والحمد لله رب العالمين وصلّى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.