فإلا أداة استفتاح وكل مبتدأ مرفوع بالابتداء وكل مضاف وشيء مضاف إليه وما مصدرية وخلا فعل ماض متعين الفعلية وفاعله مستتر فيه وجوبا على ما عرفت والله منصوب به وجوبا والجملة في محل نصب على الحال أي متجاوز الله أو على الظرفية أي وقت مجاوزته وباطل خبر والبيت مشكل ، فإن الاستثناء إن كان من كل فالابتداء لا يكون عاملا للنصب في محل الجملة ، وإن كان من الضمير المستتر في الخبر فالاستثناء لا يتقدم على عامله تأمل. وقوله :
تمل الندامى ما عداني فإنني |
|
بكل الذي يهوى نديمي مولع |
فعدا فعل ماض متعين الفعلية بدليل اقترانه بنون الوقاية والياء في محل نصب وبقي من أدوات الاستثناء ليس ولا يكون والمستثنى بهما منصوب على الخبرية واسمهما فيه الكلام السابق في فاعل عدا وأخواتها تقول قاموا ليس زيدا ولا يكون عمرا روي أن سيبويه قرأ على حماد بن الأكوع قوله صلىاللهعليهوسلم : «ما من أصحابي إلا من
______________________________________________________
(وفاعله مستتر الخ) تقديره هو يعود على البعض المفهوم من كل شيء. قوله : (على ما عرفت) أي من شرح خلا لكن لا يتأتى الثاني والثالث لعدم الفعل. قوله : (فالابتداء الخ) أي خلافا لسيبويه المجوز الحال من المبتدأ وإنما لم يكن الابتداء عاملا لضعفه لأنه عامل معنوي. قوله : (فالاستثناء) أي المستثنى لا يتقدم على عامله قد يقال : قدم للضرورة على أن بعضهم أجاز التقدم مطلقا وبعضهم أجازه بشرط كون العامل متصرفا وحينئذ فلا إشكال. قوله : (تمل الندامى الخ) تمل بضم التاء وفتح الميم مضارع مبني للمجهول وهو من الملل بمعنى السآمة والندامى جمع لندمان ونديم وهو الرجل الذي ينادمه ويتحدث معه وقت الشرب توددا ومحبة وما مصدرية وعدا فعل استثناء وفيه ضمير يرجع إلى مصدر الفعل المتقدم والتقدير تمل الندامى مللا ما عداني يعنى مجاوز إلى غيري والنون للوقاية والياء في محل نصب على المفعولية وقوله : فإنني الفاء للتعليل وإن حرف ناصب والنون للوقاية والياء اسمها وبكل متعلق بمولع والذي مضاف إليه ويهوى نديمي فعل وفاعل ومضاف إليه والعائد محذوف أي يهواه ويحبه ومولع بفتح اللام مشددة أي مغرم به خبر إن والله أعلم. قوله : (قرأ) أي بعد الاستملاء والكتابة. وقوله : عن حماد هو شيخ أبي حنيفة. قوله : (ما من أصحابي الخ) ما فيه مهملة لانتقاض النفي بإلا ومن زائدة وأصحابي مبتدأ ومضاف إليه وإلا أداة استثناء ملغاة ومن خبر المبتدأ نكرة موصوفة بالجملة الشرطية