في صب الماء إذا كانت مظنة الإسراف أو أن المراد بالمسح بالنسبة للأرجل المسح على الخف وإسناد المسح إلى الأرجل مجاز وقراءة النصب بالعطف على محل الجار والمجرور لا بالعطف على الوجوه والمجرور بالتوهم نحو : لست قائما ولا قاعد بالجر توهما لدخول حرف الجر على خبر ليس وكأنه قيل لست بقائم والله أعلم.
______________________________________________________
الياء أي يتوسط. قوله : (إذ كانت) أي الأرجل علة للمعلل مع علته وقوله : مظنة خبر كان والميم غير أصلية وهي مفعلة أي على وزنها من الظن أي محل يظن فيه الإسراف لكثرة أو ساخه وقوله : الإسراف أي الزيادة على الغسلات الثلاث وهو مذموم شرعا لأنه مخالف لما أمرنا به. قوله : (أو أن المراد الخ) مقابل لقوله : والمراد الخ. ولو قال : أو المسح على الخف لكان أخصر. قوله : (وإسناد) مبتدأ خبره مجاز. قوله : (مجاز) أي عقلي من إسناد الشيء وهو المسح إلى غير ما هو موضوع له وهو الأرجل أو مرسل والعلاقة الحالية والمحلية أو المجاورة وأصله مجوز مصدر ميمي بمعنى مكان التجوز والتعدي لأنه جاز الموضوع. قوله : (وقراءة النصب) أي على هذا المراد الثاني كالذي قبله أيضا وإلا فهو معطوف على الوجوه أو الأيدي كما سبق فتأمل. قوله : (لا بالعطف على الوجوه) لاقتضائه الغسل لا المسح. قوله : (والجر بالتوهم) عطف على المجرور بالمجاورة فالمناسب والمجرور. قوله : (قائما) خبر ليس. قوله : (ولا قاعد) الواو : للعطف ولا نافية وقاعد : معطوف على قائما والمعطوف على المنصوب منصوب وعلامة نصبه فتحة مقدرة على آخره منع من ظهورها الحركة التي أتي بها بسبب توهم دخول الباء على المعطوف عليه. قوله : (توهما لدخول الخ) ودخولها على خبرها كثير نحو : (أَلَيْسَ اللهُ بِكافٍ عَبْدَهُ) [الزّمر : ٣٦] ، (أَلَيْسَ اللهُ بِعَزِيزٍ ذِي انْتِقامٍ) [الزّمر : ٣٧]. قوله : (الله) الواو : للاستئناف والله : مبتدأ وأعلم : خبر والله : علم على الذات الواجب الوجود المستحق لجميع المحامد قولنا : علم أي شخص بمعنى أن مدلوله معين يصح أن يرى لا بمعنى أنه قامت به تشخصات كسواد وطول لاستحالة ذلك عليه وقولنا على الذات أي الشيء فلذا ذكر الوصف وقولنا : الواجب الوجود أي الذي وجوده واجب لا يقبل الانتفاء أزلا ولا أبدا. وقولنا : المحامد جمع محمدة بمعنى الحمد والثناء.
ولنا في هذا المقام كلام نفيس جدا مهم في كتابنا الكوكب المنير فراجعه تبلغ المراد وتكن من ذوي الإلمام. قوله : (أعلم) بمعنى اسم الفاعل أي عالم بحقيقة ما