متن الكتاب :
بسم الله الرحمن الرحيم (١)
الحمدُ للهِ كما هُوَ أهْلُهُ ، وصَلواتُه على محمّد وآله أجْمعين.
إعلمْ أنَّ العبدَ إذا نشأَ بانشاءِ اللهِ إيّاهُ ؛ لا يخلُو : إمّا أنْ ينشأ وحدَهُ ، أو مع غيره :
ووحدهَُ لا يخلُو : إمّا أن يكون مُستقلاً بنفسه ، أو لا يكون.
ومعلومٌ أنّ أكثر الناسِ ـ بَل كُلّهُمْ ـ يَعلمونَ من أنْفُسِهم احتياجَهم إلى غَيْرهم ، وذلكَ أوّلُ مَراتِبِ الاحتياجِ.
وإذا كان وحْدَهُ محتاجاً ؛ يَعلَمُ أنَّ المحتاجَ إليه ممّنِ تنتهي إليه الحاجة ، وهو لا يحتاجُ إلى غيره :
إذْ لَو احتاجَ إلى غيره لانتهى إلى غير نهايةٍ : وهو محالٌ.
والذي ينشأ مع غيره يعلمُ أنّ غيرَهُ ـ في حقيقة الحاجة ـ مشارِكُه فيعلمُ أنّ حال غيره كحاله في الحاجة.
فيُضْطَرُّ : أنّ المحتاجَ لا بُدَّ [ له ] من مُحتاجٍ إليه.
__________________
(١) كتب في النسخة هنا : « ربّ وفّق بحقّ وليّك الرضا عليه الصلاة والتحية والتسليم ».