ذلك ، إذْ لولاه لما استقرَّ للتكليف والنظام أثر منظور ، ولم يفرق بين الحقّ والباطل ، ولا بين المعصية والطاعة ، فلم يتوصّل إلى « الكمال » المنشود.
وهكذا قدم المؤلّف في هذه الرسالة مجموعة موجزة عن « أصول الدين » الاعتقادية : التوحيد والنبوّة والامامة والعدل والمعاد.
وبعد الالتفات إلى أن الكتاب واحد من عيون التراث الكلامي في المكتبة الاسلامية.
وواحد من مؤلفات علمائنا ، التي كانت من الكنوز المخفيّة.
فإنّ أهمّيّته ليس في تلك الجوانب ، فحسب ، بل باعتباره دالاً على اتصال حلقات « العقيدة الشيعيّة الامامية » وتواصل حلقاتها المعرفية ، عبر القرون ، إذْ يمثّل هذا الكتاب هذا الفكر في القرن السابع الهجريّ ، وبنفس العمق والقوة والأبعاد التي يتمتّع بها في القرن الحاضر ، والحمد لله.
جاء في آخر النسخة المعتمدة ما نصّه : نجز تحرير هذه الرسالة ، وهي مختصر « عجالة المعرفة ».
والظاهر أن أضافة كلمة « مختصر » إلى « عجالة المعرفة » أضافةٌ بيانيّة ، أيّ المختصر الذي هو العجالة ، وليست أضافةً لاميّةً حتّى يكون هذا مختصراً لكتاب آخر مسمّى بالعجالة.
إذ لم نجد في ما بأيدينا من مصادر التراث كتاباًَ آخر بهذا الاسم.
كما أنّه يبعده تكرار المؤلّف في هذا الكتاب التعبير بأنّه لا يتحمل التفصيل ، مما يدلّ على أنّ بناءه على الايجاز والاختصار.
مع أنّ لفظة « العجالة » تقتضي أن يكون وضع الكتاب المسمّى بها على