لالتقاء الساكنين ، كما فعلت ذلك في كساء ، فتقول على هذا : يا صحراء ويا خنفساء أقبل ، وقياس هذا إذا سميت به بعد الترخيم أن تصرفه في النكرة ، بلا خلاف ، وفي المعرفة على الخلاف ، فتقول جاءني صحراء ومررت بخنفساء ، لأن هذه الهمزة التي فيهما الآن ليست للتأنيث ، وإنما هي بدل من ألف بدل من واو بدل من همزة التأنيث المنقلبة عن الألف المقدرة بعد الألف الأولى ، على ما بيناه في حمراء وصفراء.
فهذا إبدال الهمزة عن الياء والواو أصلين وزائدتين.
وأما إبدال الهمزة عن الهاء فقولهم : ماء ، وأصله : موه ، لقولهم أمواه ، لقلبت الواو ألفا ، وقلبت الهاء همزة ، فصار ماء ، كما ترى ، وقد قالوا أيضا في الجمع : أمواء ، فهذه الهمزة أيضا بدل من ها أمواه.
أنشدني أبو عليّ :
وبلدة قالصة أمواؤها |
|
ما صحة رأد الضّحا أفياؤها (١) |
__________________
(١) استشهد بهذا البيت على أن الهمزة قد تجيء في جمع ماء كما جاءت في المفرد. وعلى هذا يجوز أن يكون قد جمع المفرد وأبقى همزته على حالها ، فتكون همزة الجمع همزة المفرد ، ويجوز أن تكون بدلا من الهاء التي في أمواه ، فكأنه لفظ بالهاء في الجمع ، ثم أبدل منها الهمزة ، كما فعل في المفرد. القالصة : من قلص الماء في البئر : إذا ارتفع. مادة (قلص). اللسان (٥ / ٣٧١٢١). الماصحة : مادة (مصح) من مصح الظل ، أي ذهب. اللسان (٦ / ٤٢١٤). رأد الضحى : ارتفاعه ، أي وسطه. وقيل انبساط الشمس وارتفاع النهار. اللسان (٣ / ١٥٣٢)أفياؤها : ظلالها ، والمفرد «الفيء». مادة «فيأ». اللسان (٥ / ٣٤٩٥). شرح البيت : هذه البلدة كثيرة الفيء لكثرة ظلال أشجارها إلى أن يذهب ارتفاع الضحى. إعراب البيت : الواو : واو ربّ. بلدة : اسم مجرور وعلامة جره الكسرة. قالصة : نعت مجرور بالتبعية ، وعلامة جره الجسرة. أمواؤها : فاعل ل (قالصة) مرفوع وعلامة رفعه الضمة. والهاء : ضمير متصل مبني في محل جر مضاف إليه. ما صحة : نعت ثان مجرور بالتبعية وعلامة جره الكسرة. رأد : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة. ـ الضحا : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة المقدرة للتعذر. أفياؤها : فاعل مرفوع بالفاعلية وعلامة رفعه الضمة ، والهاء ضمير مبني في محل جر مضاف إليه وقد أورد صاحب اللسان الأبيات هكذا.
وبلدة قالصة أمواهها |
|
تستن في رأد الضحى أفياؤها |
كأنما قد رفعت سماؤها |
تستن : أي تجري في السنن وهو وجه الطريق والأرض. مادة (س ن ن) اللسان (٣ / ٢١٢٥)