وقالوا أيضا : وشاح (١) وإشاح ، ووعاء وإعاء ، قرأ سعيد بن جبير : (ثُمَّ اسْتَخْرَجَها مِنْ وِعاءِ أَخِيهِ) [يوسف : ٧٦] ، وكل واحدة من هذه ومن غيرها مما يجري في البدل مجراها ، تستعمل مكان صاحبتها. ولو كانت ألف آل بدلا من هاء أهل لقيل انصرف إلى آلك كما يقال : انصرف إلى أهلك ، ولقيل آلك والليل ، كما يقال أهلك والليل ، وغير ذلك مما يطول ذكره ... فلما كانوا يختصون بالآل الأشرف الأخصّ دون الشائع الأعم ، حتى لا يقال إلا في نحو قولهم : القرّاء آل الله ، واللهم صلّ على محمد وعلى آل محمد ، و (وَقالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمانَهُ) [غافر : ١٨] ، وكذلك ما أنشده أبو العباس للفرزدق (٢) :
نجوت ولم يمنن عليك طلاقة |
|
سوى ربذ التّقريب من آل أعوجا (٣) |
لأن أعوج فيهم فرس مشهور عند العرب ، فلذلك قال : آل أعوج ، ولا يقال آل الخياط ، كما يقال أهل الخياط ، ولا آل الإسكاف (٤) ، كما يقال أهل الإسكاف ـ
__________________
الإفادة : الوفادة ، وهي الوفود على السلطان ونحوه. وقد سبق شرحها. الجبابير : جمع جبار ، والمراد الملك. مادة (ج ب ر) اللسان (١ / ٥٣٧). الشرح : إننا نفد على السلطان ، فأحيانا ننال من إنعامه ، وأحيانا نرجع مبتئسين خائبين من عنده. الشاهد : إبدال واو الوفادة همزة ، لاستثقال الابتداء بها مكسورة وهذا الإبدال جائز باطراد في مثل هذه الحالة. إعراب الشاهد : الإفادة : مقطوع على الاستثناء منصوب جوازا.
(١) الوشاح : نسيج عريض يرصع بالجواهر ، وتشده المرأة بين عاتقها وكشحيها. مادة (وشح).
(٢) الفرزدق : هو أبو فراس همام بن غالب التميمي الدارمي ، أفخر ثلاثة الشعراء الأمويين ، وأجزل المقدمين في الفخر والمدح والهجاء.
(٣) الربذ : السريع ، التقريب : نوع من السير يقارب فيه الخطو. اللسان (٣ / ١٥٥٦). الشرح : لقد نجوت ولم يمنحني أحد الحرية والفضل في ذلك يرجع إلى الفرس العتيق الذي ينتمي إلى أعوج وينتسب له ، وهو أنجب فرس عرفته العرب. الشاهد : «آل أعوج» حيث أضاف آل إلى أعوج ، وهو فرس مشهور بالعتق عند العرب. إعراب الشاهد : آل : اسم مجرور بمن وعلامة الجر الكسرة. وأعوج : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة الجر الفتحة.
(٤) الإسكاف : صانع الأحذية ومصلحها. (ج) أساكفة. اللسان (٣ / ٢٠٥٠).