وقد أنّث بها لفظ الفعل الماضي ، نحو قامت وقعدت ، وتؤنث بها جماعة المؤنث نحو : قائمات وقاعدات.
وأما قولهم في الواحدة قائمة وقاعدة وظريفة ، فإنما الهاء في الوقف بدل من التاء في الوصل ، والتاء هي الأصل ، فإن قيل : وما الدليل على أن التاء هي الأصل ، وأن الهاء بدل منها؟
فالجواب أن الوصل مما تجرى فيه الأشياء على أصولها ، والوقف من مواضع التغيير ، ألا ترى أن من قال من العرب في الوقف : هذا بكر ، ومررت ببكر ، فنقل الضمة والكسرة إلى الكاف في الوقف ، فإنه إذا وصل أجرى الأمر على حقيقته ، فقال : هذا بكر ، ومررت ببكر. وكذلك من قال في الوقف : هذا خالدّ ، وهو يجعلّ ، فإنه إذا وصل خفف الدال واللام ، فقال : هذا خالد ، وهو يجعل. على أن من العرب من يجرى الوقف مجرى الوصل ، فيقول في الوقف هذا طلحت ، وعليه السلام والرحمت. وأنشدنا أبو عليّ :
بل جوز تيهاء كظهر الحجفت (١)
__________________
(١) هذا بيت من مشطور الرجز لسؤر الذئب ، كما جاء في اللسان والإنصاف لابن الأنباري. وهو من أرجوزة عدتها أربعة عشر بيتا رواها اللسان في مادة (حجف). جوز : قطع الطريق. أو اجتازه. مادة (ج وز) اللسان (١ / ٧٢٤). التيهاء : المفازة يتيه فيها السالك ولا يهتدي (ج) أتياه. مادة (ت ي ه) اللسان (١ / ٤٦٣) الحجفة : الترس. مادة (ح ج ف). اللسان (٢ / ٧٨٢). وورد بعد هذا البيت بيت يوضح معناه يقول فيه :
قطعتها إذا المها تجوفت
المها : اسم جنس جمعي واحدته المهاة وهي البقرة الوحشية ، وسميت بذلك لبياضها. تجوفت : دخلت جوف مخبئها. الشرح : يصف الشاعر نفسه بالقوة والجلادة فهو يستطيع أن يقطع المفازة التي يضل فيها السالكون في الوقت الذي تفر فيه أبقار الوحش إلى مخابئها. الشاهد : إبدال الهاء تاء في كلمة «الحجفت» عند الوقف. إعراب الشاهد : بل : بمعنى ربّ الجارة. جوز : اسم مجرور بـ «بل» أو برب المحذوفة. ـ