وأخبرنا بعض أصحابنا ، يرفعه بإسناده إلى قطرب
الله نجّاك بكفّى مسلمت |
|
من بعدما وبعدما وبعدمت |
صارت نفوس القوم عند الغلصمت |
|
وكادت الحرّة أن تدعى أمت (٣) |
وقد قلبوا هذا الأمر ، فأجروا الشيء في الوصل على حدّ مجراه في الوقف ، من ذلك ما حكاه سيبويه من قولهم في العدد ثلاثة ربعة ، وعلى هذا قالوا في الوصل سبسبّا (٤) وكلكلّا (٥).
__________________
تهياء : مضاف إليه مجرور وعلامة الجر الفتحة لأنه ممنوع من الصرف. والكاف : حرف جر. ظهر : اسم مجرور بالكاف وعلامة الجر الكسرة. والجار والمجرور في محل جر نعت لـ «تيهاء». الحجفت : مضاف إليه مجرور وعلامة الجر الكسرة. وهناك توجيه لـ «كظهر» : فالكاف : اسم بمعنى مثل وتكون في هذه الحالة هي النعت لتيهاء. وظهر : تعرب مضاف إليه. وهو رأي سيذكره المؤلف في باب «الكاف».
(١) قطرب : لقب أحد تلاميذ الخليل ، ويدعى محمد بن المستنير النحوي ، وقد لقبه به لتعوده الذهاب إليه مبكرا وال «قطرب» ذبابة لا تفتر عن الحركة لكثرة نشاطها. اللسان (٥ / ٣٦٧١).
(٢) الأبيات لأبي النجم العجلي وهو الفضل بن قدامة بن عبيد الله بن عبد الله بن الحرث العجلي من رجاز الإسلام الفحول المقدمين وفي الطبقة الأولى منهم.
(٣) الغلصمة : رأس الحلقوم. أمة : أسيرة. يقول : الله نجاك من الأعداء بكفي مسلمة بعدما كدت لا تفلت ، واشتد الضيق بالناس وكادت النساء الحرائر يصرن إماء بالسبي. الشاهد فيه : قلب الألف هاء ثم قلب الهاء تاء لتناسب القافية في كلمة «بعدمت» ، والذي سوغ للشاعر ذلك قرب الهاء المقدرة من هاء التأنيث في طلحة وحمزة ، ولما كان يراهم قد يقولون في الوقف طلحت وحمزت ، قال هو أيضا : «بعدمت».
(٤) السبسب : المفازة والأرض المستوية. مادة (س ب س ب) اللسان (٣ / ١٩٢١).
(٥) الكلكل : صدر البعير. وقيل الصدر من كل شيء. مادة (ك ل ل) اللسان (٥ / ٣٩٢١)