ومن أبيات الكتاب (١) :
ضخما يحبّ الخلق الأضخمّا (٢)
يريد الأضخم.
ويروى : «الإضخمّا» و «الضّخمّا» ، ولا حجة فيهما (٣).
فلما كان الوصل مما تجري فيه الأشياء على أصولها في غالب الأمر ، ومطّرد اللغة ، وكان الوقف مما يغيّر فيه الأشياء عن أصولها ، ورأينا علم التأنيث في الوصل تاء نحو قائمتان بدل من التاء في الوصل.
__________________
(١) كتاب سيبويه والذي سجل فيه كل ما حفظه عن الخليل بن أحمد أستاذه.
(٢) هذا البيت من أرجوزة لرؤبة بن العجاج وهو أحد الرجاز المشهورين في العصر الإسلامي وعده ابن سلام في الطبقة التاسعة من الإسلاميين مع غيره من الرجاز كأبي النجم والعجاج. قال الأعلم في شرحه لشواهد الكتاب : أراد الأضخم ، فشدد في الوصل ضرورة ، تشبيها بما يشدد في الوقف ، إذ قبل هذا أكبر وأعظم ، ولو قال الأضخم فوقف على الميم لم تكن فيه ضرورة ولكنه لما وصل القافية بالألف خرجت الميم عن حكم الوقف ، لأن الوقف على الألف لا عليها. إعراب الشاهد : ضخما : نعت لـ «حية» منصوب على حسب رواية ابن جني. وعلى رواية سيبويه بالرفع : يكون خبرا لمبتدأ محذوف تقديره «هو». يحب : فعل مضارع مرفوع لأنه لم يسبق بناصب ولا جازم ، والفاعل مستتر تقديره هو. الخلق : مفعول به منصوب وعلامة النصب الفتحة. الأضخما : نعت منصوب وعلامة نصبه الفتحة. وجملة «يحب الخلق» في محل نصب صفة ثانية لـ «حية» على رأي من نصب ضخما. أو في محل رفع صفة لـ «ضخم» على رأي من رفع ضخم.
(٣) أي في الإضخم بكسر الهمزة ، والضخم ، بكسر الضاد ، مع تشديد الميم فيهما لأن هذين الوزنين قد وردا كثيرا في كلام العرب مثل : إردب ، وإرزب ، ومثل خدب وهجف ، فتشديد آخرهما غير طارئ للوقف ، هذا بخلاف أضخم ، بفتح الهمزة وتشديد الميم فإن تشديد آخره طارئ للوقف ، إذ ليس في الأوزان العربية وزن «أفعلّ» بفتح الهمزة وتشديد اللام.