وقال (١) :
بدا بأبي ثم اتّنى ببني أبي |
|
وثلّث بالأدنين ثقف المخالب (٢) |
هذا هو المشهور في الاستعمال ، وهو أيضا القوي في القياس. ومنهم من يقلب تاء افتعل ثاء ، فيجعلها من لفظ الفاء قبلها ، فيقول : اثّرد واثّأر ، وأثّنى ، كما قال بعضهم في ادّكر : اذّكر. وفي اصطلحوا اصّلحوا.
وقرأت على أبي عليّ عن أبي بكر (٣) ، عن أبي العباس (٤) ، عن أبي عثمان (٥) أن بعضهم قرأ : «أن يصّلحا» (٦) ، وعلى هذا قالوا : اصبّر في اصطبر ، وازّان في ازدان.
وقرأت على أبي علي بإسناده إلى يعقوب ، قال : يقال : هي فروغ الدلو (٧) وثروغها ، فالثاء إذن بدل من الفاء ، لأنه من التفريغ.
__________________
(١) ذكره في اللسان دون أن ينسبه (١ / ٥١٣) مادة (ثنى).
(٢) بدا : بدأ. اتنى : انثنى. الأدنين : الأقربين. ثقف : حاد أو مسنون. المخاطب : ظفر كل سبع من الماشي والطائر ، والواحد مخلب. ثقف المخالب كناية عن الموت. الشرح : لقد بدأ الموت بأبي ثم إخوتي ثم انثنى على الأقربين حتى لم يعد لي قريب. الشاهد في قوله «اتنى» فأصلها «اثنى» ثم أبدلت الثاء تاء لقربها منها في المخرج.
(٣) أبو بكر : هو ابن السراج أستاذ أبي علي الفارسي.
(٤) أبو العباس : هو المبرد.
(٥) أبو عثمان : هو المازني.
(٦) هذه قراءة الجحدري وأبي عثمان البتي ، والمعنى : أن يصطلحاه فأبدل ثم أدغم. انظر / تفسير القرطبي عند قوله تعالى : (وَإِنِ امْرَأَةٌ خافَتْ مِنْ بَعْلِها نُشُوزاً أَوْ إِعْراضاً فَلا جُناحَ عَلَيْهِما أَنْ يُصْلِحا بَيْنَهُما صُلْحاً وَالصُّلْحُ خَيْرٌ) [النساء : ١٢٨].
(٧) فروغ الدلو : جمع فرغ ، وهو مخرج الماء منها من بين العرافي.