فأما قولهم في أثاف (١) أثاث ، بالثاء ، فمن كانت عنده أثفيّة أفعولة ، وأخذها من ثفاه يثفوه ، فالثاء الثانية في أثاث بدل من الفاء في يثفوه ، ومن كانت عنده «فعليّة» فجائز أن تكون الثاء بدلا من الفاء.
لقول النابغة (٢) :
وإن تأثّفك الأعداء بالرّفد (٣)
وجائز أن تكون من أثّ يئثّ : إذا ثبت واطمأنّ. لأنهم يصفون الأثافي بالخلود والركود.
والوجه أن تكون الثاء بدلا من الفاء أيضا ، لأنا لم نسمعهم قالوا أثّيّة.
* * *
__________________
(١) أثاف : جمع أثفية وهي إحدى ثلاثة أحجار يوضع عليها القدر. مادة (أث ف) اللسان (١ / ٢٧).
(٢) النابغة : أبو أمامة زياد بن معاوية الذبياني ، لقب بالنابغة لنبوغه في الشعر كبيرا ، مدح النعمان بن المنذر وغيره ، وهو أحد فحول الشعراء المقدمين ، عده ابن سلام في الطبقة الأولى مع زهير وامرئ القيس والأعشى.
(٣) هذا شطر بيت وأوله :
لا تقذفني بركن لا كفاء له
الكفاء : النظير والمثل. مادة (ك ف أ) اللسان (٥ / ٣٨٩٢). تأنفك الأعداء : صاروا حولك كالأثافي ، وهي الجماعات من الناس. الشرح : لا ترميني بما لا أحتمل. الشاهد : شرحه المؤلف في المتن.