وقال الآخر (١) :
زيادتنا نعمان لا تنسينّها |
|
تق الله فينا والكتاب الذي تتلو (٢) |
أي اتّق الله.
وأنشدنا أيضا ، قال : أنشد أبو زيد (٣) :
قصرت له القبيلة إذ تجهنا |
|
وما ضاقت بشدته ذراعي (٤) |
أراد : اتّجهنا. قال : وقصرت : حبست. والقبيلة : اسم فرسه.
وأما قولهم السّده في معنى الشّده ، ورجل مسدوه في معنى مشدوه ، فينبغي أن يكون السين فيه بدلا من الشين ، لأنّ الشين أعمّ تصرفا.
__________________
(١) قائل البيت هو : عبد الله بن همام السلولي ، يخاطب النعمان بن بشير الأنصاري أمير الكوفة.
(٢) الزيادة : هي زيادة قررها معاوية لأهل الكوفة قدرها عشرة دنانير. الشرح : يطلب الشاعر من الوالي ـ نعمان ـ أن يعطيهم الزيادة المقررة لهم ويستحثه على ذلك بتقوى الإله وقد ذكره بالقرآن الكريم الذي يتلوه. الشاهد : حذف فاء الفعل من اتقى ، ثم حذفت همزة الوصل لعدم الحاجة إليها حينئذ. إعراب الشاهد : تق : فعل أمر مبني على حذف حرف العلة.
(٣) البيت نسبه أبو يزيد في نوادره لـ «مرداس بن حصين» وهو شاعر جاهلي من بني عبد الله بن كلاب.
(٤) قصرت : حبست. القبيلة : اسم فرس. الشرح : يقول لقد حبست فرسي عليه ولم أضق بتصرفه. الشاهد : في قوله : «تجهنا» على أنه مخفف من «اتجهنا». قال في النوادر : الأصمعي يقول : «تجهنا» بفتح الجيم ، وأبو زيد يقول : «تجهنا» ، يقال تجه يتجه تجها ، على وزن فزع يفزع فزعا ، وعلى قول أبي زيد ، لا يكون من «اتجهنا» ، وإنما يكون أصلا مستقلا ، بدليل كسر الجيم. إعراب الشاهد : تجهنا : فعل ماضي مبني على السكون لاتصاله بنا الفاعلين ، و «نا» ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل.