ونحو من هذه الحكاية ما أجازه أبو علي في قول الشاعر :
تنادوا بـ «الرحيل» غدا |
|
وفي ترحالهم نفسي (١) |
أجاز في الرحيل ثلاثة أوجه : الجرّ بالباء ، والرفع ، والنصب على الحكاية.
فكأنهم قالوا : الرحيل غدا ، أو نرحل الرحيل غدا ، أو نجعل الرحيل ، أو أجمعوا الرحيل غدا ، فحكي المرفوع والمنصوب.
وأنشد أبو العباس لذي الرّمّة :
سمعت : «الناس ينتجعون غيثا» |
|
فقلت لصيدح انتجعي بلالا (٢) |
أي سمعت من يقول : الناس ينتجعون غيثا ، وحكى سيبويه أن بعضهم قيل له ألست قرشيا؟ فقال : لست بقرشيا.
والحكاية كثيرة يطول الكتاب بذكرها وشرح أحكامها ، وخلاف العرب والعلماء فيها
__________________
(١) لم نعثر على قائل هذا البيت ، وقد ذكره الرضى في شواهد الكافية في باب الحكاية ولم ينسبه ، وقال البغدادي في الخزانة في شرح البيت ، نقله القاسم بن علي الحريري في درة الغواص عن ابن جنب ولم يزد شيئا. شرح البيت : نادى الأحباء بالرحيل وإن رحلوا فسترحل نفسي معهم. إعراب الشاهد : تنادوا : فعل ماضي مبني ، والواو فاعل. الرحيل : مبتدأ مرفوع.
(٢) ينتجعون : يذهبون لطلب الكلأ. مادة (ن ج ع) اللسان (٦ / ٤٣٥٣). الغيث : المطر. اللسان (٥ / ٣٣٢٣). صيدح : اسم ناقة ذي الرمة. اللسان (٤ / ٢٤٠٩) بلال : هو بلال بن أبي بردة بن أبي موسى الأشعري. شرح البيت : سمعت أن الناس تذهب إلى أماكن الغيث طلبا للكلأ ، أما أنا فمنتجعي وغيثي هو بلال بن أبي بردة. إعراب الشاهد : سمعت : فعل ماض ، والتاء : ضمير فاعل. الناس : مبتدأ مرفوع على الحكاية. ينتجعون : مضارع مرفوع وعلامة رفعه ثبوت النون ، والواو : فاعل ، غيثا : مفعول به.