خبر إن ونصب اسمها إنما هو أن إنّ ذاتها بنظرهم حرف مشبه بالفعل تعمل عمل الفعل. ويشرح مذهبهم ويستشهد عليه. بينما يشير إلى رأي الكوفيين إشارة خاطفة بقوله : «وعند الكوفيين هو مرتفع (أي خبر إن) بما كان مرتفعا به في قولك زيد أخوك ، ولا عمل للخلاف فيه».
ويؤكد الزمخشري انحيازه إلى البصريين وابتعاده عن الكوفيين مرة أخرى عند ما يقول بشأن بناء فعل الأمر «وهو مبني على الوقف عند أصحابنا البصريين. وقال الكوفيون هو مجزوم بلام مضمرة. وهذا خلف من القول».
ويبدو اعتماده الشديد على سيبويه في رجوعه الكثير إليه في معظم المسائل ، وتبنيه آراءه ، وعدم مناقشته أو مخالفته. وكأنه وضع كتابه ، أي كتاب سيبويه في النحو ، أمامه ، وراح يتتبع مسائله ، وكثيرا ما يورد كلامه حرفيا ، أو يورد الشواهد التي ساقها ، ويقول : وشاهد الكتاب كذا وكذا ، وعند سيبويه كذا وكذا ، وقال سيبويه.
ونراه يكثر الرجوع بعد سيبويه إلى الأخفش. وكثيرا ما اختلف هذان النحويان ، وتعارضت أفكارهما. ونلقى الزمخشري يذكر آراءهما دون أن يتخذ موقفا مؤيدا أو معارضا لأحدهما. فيقول مثلا بصدد ما التي تسبق فعل التعجب : «واختلفوا في ما. فهي عند سيبويه غير موصولة ولا موصوفة ، وهي مبتدأ ما بعده خبره. وعند الأخفش موصولة صلتها ما بعدها ، وهي مبتدأ محذوف الخبر. وعند بعضهم فيها معنى الإستفهام كأنه قيل : أي شيء أكرمه». ويؤكد هذا الموقف المحايد بين ذينك العالمين بصدد زيادة من في الإضافة ويقول : «وهي مزيدة في نحو ما جاءني من أحد راجع إلى هذا ، ولا تزاد عند سيبويه إلا في النفي ، والأخفش يجوز الزيادة في الإيجاب ويستشهد بقوله عز وعلا (يَغْفِرْ لَكُمْ