الذي من شأنه كيت وكيت. ومن هذه الأجناس ماله اسم جنس واسم علم كالأسد وأسامة والثعلب وثعالة ، وما لا يعرف له اسم غير العلم نحو ابن مقرض ، وحمار قبّان.
أسماء وكنى الحيوانات : وقد صنعوا في ذلك نحو صنيعهم في تسمية الأناسيّ ، فوضعوا للجنس اسما وكنية ، فقالوا للأسد أسامة وأبو الحرث ، وللثعلب ثعالة وأبو الحصين ، وللضبع حضاجر وأم عامر ، وللعقرب شبوة وأم عريط ومنها ما له اسم ولا كنية له كقولهم قثم للضبّعان ، وما له كنية ولا اسم له كأبي براقش وأبي صبيرة وأم رباح وأم عجلان.
أسماء وكنى المعاني : وقد أجروا المعاني في ذلك مجرى الأعيان فسموا التسبيح بسبحان ، والمنية بشعوب وأم قشعم ، والغدر بكيسان ، وهو في لغة بني فهم. قال :
إذا ما دعوا كيسان كانت كهولهم |
|
إلى الغدر أدنى من شبابهم المرد (١) |
__________________
(١) البيت قال ابن الأعرابي إنه لضمرة بن ضمرة بن جابر بن قطن. وقال ابن دريد إنه للنمر بن تولب في بني سعد وهم أخواله وقبله :
إذا كنت في سعد وامك منهم |
|
غريبا فلا يغررك خالك في سعد |
اللغة : كيسان اسم علم للغدر. وكهول جمع كهل وهو من جاوز الأربعين. وأدنى أقرب. وشباب جمع شاب ومصدر بمعنى الحداثة. والمرد جمع أمرد وهو من لم يبلغ سن نبات الشعر في وجهه.
الاعراب : إذا ظرف لما يستقبل من الزمان وفيه معنى الشرط. وما زائدة. ودعوا فعل وفاعل. وكيسان مفعوله. وكهولهم اسم كان الناقصة. وإلى الغدر متعلق بأدنى. وأدنى في محل نصب خبر كان. ومن شبابهم متعلق بأدنى. ويجوز أن يتعلق شيئآن أو أشياء بشيء واحد إذا اختلفت جهات التعلق كما هنا فإن إلى الغدر متعلق بأدنى من جهة التعدي ، ومن شبابهم متعلق به من جهة التفضيل. (والشاهد فيه) ان كيسان اسم علم على الغدر بدليل مجيئه ممنوعا من الصرف للعلمية والألف والنون ، مع ان الغدر ليس من الأعيان بل هو من المعاني. (والمعنى) ان الغدر عم في هذه القبيلة حتى صاروا ينادون به فإذا قيل يا غدراه يا كيساناه كان كهولهم أهل الوقار والتؤدة اسرع إلى الغدر من شبانهم وضعفاء الأحلام فيهم.