فهرقته ومن معشر صفتان وأسرى والفعل محذوف. ومنها أن فعلها يجب أن يكون ماضيا ، تقول رب رجل كريم قد لقيت ، ولا يجوز سألقى أو لألقين. وتكف بما فتدخل حينئذ على الإسم والفعل كقولك ربما قام زيد ، وربما زيد في الدار. قال أبو دؤاد :
ربما الجامل المؤبّل فيهم |
|
وعناجيج بينهن المهار (١) |
وفيها لغات : رب الراء مضمومة والباء مخففة مفتوحة أو مضمومة أو مسكنة ، ورب الراء مفتوحة والباء مشددة ومخففة ، وربت بالتاء والباء مشددة أو مخففة.
واو القسم :
وواو القسم مبدلة عن الباء الإلصاقية في أقسمت بالله ، أبدلت عنها عند حذف الفعل ، ثم التاء مبدلة عن الواو في تالله خاصة. وقد روى الأخفش ترب الكعبة فالباء لأصالتها تدخل على المضمر والمظهر فتقول بالله وبك لأفعلن كذا. والواو لا تدخل إلا على المظهر لنقصانها عن الباء ، والتاء لا تدخل من المظهر إلا على واحد لنقصانها عن الواو. وقولهم والله قيل
__________________
(١) اللغة الجامل القطيع من الإبل مع رعاته وأربابه. والمؤبل اسم مفعول من أبل الرجل تأبيلا أي اتخذ الإبل واقتناها. والعناجيج الخيل الطوال الأعناق. والمهار بكسر الميم جمع مهر بضمها وهو ولد الفرس والأنثى مهرة.
الاعراب رب مكفوفة عن العمل بما. والجامل مبتدأ. والمؤبل وفيهم خبر المبتدأ. وعناجيج عطف على الجامل. وبينهن المهار جملة ابتدائية (والشاهد فيه) ان رب إذا كفت عن العمل دخلت على الجملتين الاسمية والفعلية كما دخلت هنا على الاسمية ويكون معناها حينئذ تقليل النسبة المفهومة من الجملة. فإذا قيل ربما قام زيد كان المفاد تقليل النسبة المفهومة من قيام زيد. وكذلك إذا قيل ربما زيد قائم. وهذا مذهب المصنف والمبرد وابن مالك. وذهب الفارسي إلى أن ربما بمعنى شيء والجامل خبر مبتدأ محذوف أي هو الجامل والجملة الاسمية صفة لما روي البيت بجر الجامل على أنه معمول رب وما زائدة (والمعنى) يصف قومه بالغنى يقول عندهم الابل المؤبلة والخيول الجياد معها أولادها.