أصله من الله لقولهم من ربي أنك لأشر فحذفت النون لكثرة الإستعمال ، وقيل أصله أيم ومن ثم قالوا من ربي بالضم. ورأي بعضهم أن تكون الميم بدلا من الواو لقرب المخرج.
على :
وعلى للإستعلاء تقول عليه دين ، وفلان علينا أمير ، وقال الله تعالى : (فَإِذَا اسْتَوَيْتَ أَنْتَ وَمَنْ مَعَكَ عَلَى الْفُلْكِ) ، وتقول على الإتساع : مررت عليه إذا جزنه. وهو اسم في نحو قوله :
غدت من عليه بعد ما تمّ ظمؤها (١)
__________________
(١) تمامه (تصل وعن قيض بزيزاء مجهل) والبيت لحزام العقيل.
اللغة غدا بمعنى صار كما يقال غدا زيد أميرا أي صار فهو مخصوص بوقت دون وقت بخلاف ما إذا استعمل في غير معنى صار فانه يختص بوقت الغداة والظمء مدة الصبر على الماء وهو من الشرب إلى الشرب. وروي في الكامل بدله خمسها وقال الخمس ظمء من أظمائها وهو أن ترد الماء ثم تغيب ثلاثا ثم ترد فيعتد بيومي وردها مع ظمئها فيقال خمس. وتصل من الصليل وهو صوت الشيء اليابس. والقيض بفتح القاف قشر البيضة الأعلى والزيزاء بفتح الزاي الأولى وكسرها الأرض المرتفعة واسم سوق في طريق مكة ومجهل لا يهتدى إلى ما فيها.
الاعراب غدت فعل ماض ناقص واسمها ضمير يعود إلى القطاة المذكورة في البيت قبله وهو :
اذلك أم كدرية ظل فرخها |
|
لقى بشروري كاليتيم المعيل |
ومن عليه متعلق بمحذوف خبر غدت. وبعد ظرف غدت. وما مصدرية. وتم فعل ماض. وظمؤها فاعل. وتصل فعل مضارع فاعله ضمير يعود إلى القطاة. وقوله عن قيض متعلق بغدت. وبزيزاء متعلق بمحذوف صفة قيض. وألفها ان كانت للتأنيث فهي ممنوعة من الصرف. وان كانت للالحاق كعلباء وحرباء فمعروفة. ومجهل صفة زيزاء (والشاهد فيه) أن على يتعين أن تكون اسما بمعنى فوق إذا دخل عليها حرف الجر (والمعنى) ان هذه القطاة أقامت مع فرخها حتى عطشت فغدت من فوقه تطلب الماء. وانما ذكر الفرخ ليدل بذلك على سرعة طيرانها لتعود إلى فرخها. وكان لجوفها صليل من شدة العطش.