مذ ومنذ :
ومذ ومنذ لابتداء الغاية في الزمان كقولك ما رأيته مذ يوم الجمعة ومنذ يوم السبت. وكونهما اسمين ذكر في الأسماء المبنية.
حاشا :
وحاشا معناها التنزيه قال :
حاشا أبي ثوبان أن به |
|
ضنّا عن الملحاة والشتم (١) |
__________________
وكثبا بفتح الكاف والمثلثة من قولهم رماه من كثب أي قرب. وأم أو عال اسم هضبة بعينها. ويقال لكل هضبة ذات أو عال أم أوعال وأوعال جمع وعل وهو تيس الجبل.
الاعراب خلى فعل ماض. فاعله ضمير يعود إلى حمار الوحش. والذنابات مفعول. وشمالا مفعوله الثاني. وكثبا صفته على تقدير أي جعل الذنابات ناحية شماله قريبة منه. وأم أوعال مبتدأ خبره قوله كها أي كالذنابات. وقوله أو اقربا عطف محل الجار والمجرور (والشاهد فيه) دخول كاف التشبيه على الضمير وهو نادر للاستغناء عنه بمثل (والمعنى) انه لما عدا ترك الذنابات عن شماله قريبة منه وتلك الهضبة كانت في القرب منه حين عدا كالذنابات أو أقرب إليه منها.
(١) هو للجميح واسمه منقذ بن الطماح الأسدي من شعراء الجاهلية. والبيت ركب فيه عجز بيت على صدر آخر وصواب انشاده هكذا كما ذكره السيوطي في شرح شواهد المغني :
حاشا أبي ثوبان ان أبا |
|
ثوبان ليس ببكمة فدم |
عمرو بن عبد الله ان به |
|
ضنا عن الملحات والشتم |
اللغة البكمة بضم الموحدة من البكم وهو الخرش والفدم بفتحتين العيي الثقيل. والضن بكسر الضاد البخل. والملحات مصدر ميمي كالملاحاة وهي المنازعة. والشتم السب.
الاعراب أبا ثوبان يروى بالنصب والجر فحاشا فعل على الأول وحرف جر على الثاني. وأبا ثوبان الثاني اسم ان وليس فعل ماض ناقص. والضمير اسمها. وببكمة خبرها. والباء زائدة. وفدم خبر ثان. وقوله عمرو بن عبد الله هو عطف بيان من أبا ثوبان الأول فيعرب باعرابه وبه خبر إن. وضنا اسمها. وعن الملحات متعلق بضنا (والشاهد فيه) ان حاشا معناها التنزيه (والمعنى) أنزه أبا ثوبان عما وسمت به قومه من الغدر وقلة الوفاء فان أبا ثوبان فصيح منطيق بين اللسن يكره الملاحاة والسباب فكيف ينكث العهد ويغدر في الجوار. وكان قوم هذا الرجل نزل بهم رجل فقتلوه فقال الشاعر يذكر ذلك ويحرض سيدهم على المطالبة بدم الرجل والخروج لأهله عن حقهم.