والمازني والمبرّد والزجّاج والأخفش وأبو زيد والفرّاء وأبو عمرو الشيباني إلى أنها تستعمل كثيرا حرفا جارّا ، وقليلا فعلا متعدّيا جامدا لتضمّنه معنى «إلّا» ، وسمع «اللهمّ اغفر لي ولمن يسمع حاشا الشّيطان وأبا الأصبغ» وقال [من الكامل] :
١٨٥ ـ حاشا أبا ثوبان ، إنّ به |
|
ضنّا على الملحاة والشّتم |
ويروى أيضا «حاشا أبي» بالياء ، ويحتمل أن تكون رواية الألف على لغة من قال [من الرجز] :
______________________________________________________
بفتح الجيم (والمازني والمبرد والزجاج والأخفش وأبو زيد والفراء وأبو عمرو الشيباني إلى أنها تستعمل كثيرا حرفا جارا ، أو قليلا فعلا متعديا جامدا ؛ لتضمنه معنى إلا ، وسمع) فيما حكاه الشيباني عن بعض العرب على ما نقله ابن قاسم : (اللهم اغفر لي ولمن يسمع حاشى الشيطان وأبا الأصبغ) بفتح الهمزة وإعجام الغين وإهمال الصاد ، وهذا كلام نثر لا شعر كما قد توهم (وقال :
حاشى أبا ثوبان إن به |
|
ضنا على الملحاة والشتم) (١) |
بنصب أبا بحاشا والضن بكسر الضاد المعجمة البخل ، مصدر قولك : ضننت بالشيء أضن له بكسر العين في الماضي وفتحها في المضارع ، والملحاة بفتح الميم وسكون اللام اللوم ، والشتم السب ، قال ابن مالك : كثير من النحاة ينشده على هذا الوجه ، وليس كذلك إنما هما بيتان صورتهما :
حاشى أبا ثوبان إن أبا |
|
ثوبان ليس ببكمة قدم |
عمرو بن عبد الله إن به |
|
ضنا على الملحاة والشتم |
فأخذوا صدر البيت الأول فركبوه مع عجز البيت الثاني ، والصواب ما ذكرناه ، وعلى الصواب أنشده ابن عصفور إلى هنا كلامه ، والبكمة الخرس أي : ليس بذي بكمة والقدم العي ، ويروى أيضا حاشى أبي في البيت بالياء ، وكذا روي ، وأبي في ذلك النثر مع خفض الشيطان (ويحتمل أن تكون رواية الألف على لغة من قال :
__________________
(١) البيت من البحر الكامل ، وهو للجميح الأسدي في الأصمعيات ص ٢١٨ ، والجنى الداني ص ٥٦٢ ، وبلا نسبة في الإنصاف ١ / ٢٨٠ ، وخزانة الأدب ٤ / ١٨٢.