هؤلاء اشارة إلى النبي محمد وآله ، عليه وعليهم صلوات الله وسلامه ، باعتبار ان الرسول وخلفاءه هم الصفوة المختارة من أبناء آدم (ع) وبالتالي موضع تجلي حكمة الله من الخلق. أو ليس رسولنا الأكرم آية عظمة الله وهكذا خلفاؤه المعصومون وهناك رأي آخر هو ان الآية تشير الى الملائكة أنفسهم ـ والملائكة بدورها مهيمنة على قوى الطبيعة ـ ومعرفة أسماء الملائكة تعني العلم بخصائص الأشياء وعلامات قوى الطبيعة.
وحين قال الملائكة سبحانك ، عبّروا عن مدى تقديسهم لله وانه وحده الكامل اما هم فضعفاء ولا علم لهم.
ولعل في الآية الاخيرة دلالة على ان الملائكة كانوا قد أضمروا شيئا أخر وراء اعتراضهم. ربما أضمروا نوعا من الحسد ـ تجسد بعدئذ في إبليس حين استكبر عن السجود ـ ولذلك قال الله سبحانه :
(وَأَعْلَمُ ما تُبْدُونَ وَما كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ)
وفي القصة كلها رمز أخر لا بد ان نفصل القول فيه :
ان الملائكة هي المخلوقات الموكلة بالحياة. فهناك ملائكة الرحمة وهناك ملائكة الغضب وملائكة المطر والبحر والسحاب. وسجودهم لآدم (عليه السلام) هو رمز تسخير الطبيعة له.
وهناك أحاديث تدل على وجود ملائكة موكلين بالطبيعة نذكر فيما يلي طائفة منها :
١ ـ في المناقب وتفسير القمي يروي صاحب تفسير الصافي عنهما (في تفسير هذه الآية «لَهُ مُعَقِّباتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللهِ» فيقول : من أن