قال الله لهم :
(وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِ)
اي اجعلوا تقواكم وخوفكم فقط مني ومن عذابي وبطشي.
[٤٢] وبعد الكفر تبدأ سلسلة من عمليات التزوير والتحريف ، أولها خلط الحق بالباطل ، وكتمان جانب من الحق وإظهار جانب آخر ، بحيث يثبت حجة أهل الباطل.
ان صاحب الرسالة يجب الا يخدع الناس فيظهر لهم الجوانب التي تبرر سلوكياته. ويخفي عنهم الجوانب التي تدين تصرفاته. وهذا ما سوف يقع فيه من لا يسارع الى إتباع الحق ، حيث حذر القرآن قائلا :
(وَلا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْباطِلِ وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ)
[٤٣] ولكي لا يفعل صاحب الرسالة هذه الجرائم ، عليه ان يتوكل على الله ، ويستعين به عن طريق الصلاة والإنفاق. ذلك لان التنازل عن المصالح الشخصية والاستسلام المطلق للحق المتمثل في الرسالة الجديدة ليس سهلا أبدا ، بل هي بحاجة الى ما يدعمها من الصلاة والزكاة. من هنا قال الله سبحانه :
(وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ)
وإذا كانت الصلاة لله فلما ذا تختلف صلاة عن صلاة ، ومعبد عن معبد ، ليجتمع الكل في صف واحد. ليركعوا لله الواحد الأحد ، وليمنعوا عن رسالة الله كل مظاهر المادية المقيتة.
[٤٤] إذا لم يسارع المؤمن بالرسالات السابقة الى الايمان برسالة الله الجديدة ،