الايمان ، ولكن تبقى عقبة العادة التي لا بدّ من تجاوزها.
[٤١] أصعب ما يتعرض له المؤمنون من امتحان هو مقاومة العادة. المؤمن متعود على طريقة معينة من السلوك ، استنادا الى نصوص دينية جاءت في مرحلة معينة من مراحل الحياة ، ولكن تتبدل تلك المرحلة وتتبدل النصوص وفقا لذلك ، ولكن الفرد قد يظل أسير عاداته السابقة ، فعليه ان يبذل المزيد من الجهد حتى يقاوم عاداته السابقة ويلتزم بطاعة الله.
من هنا أخذ الله عهدا قاطعا من جميع الأنبياء ، ان يصدقوا النبي الذي يأتيهم لاحقا ويتبعوه ، ولا تأخذهم في اتباعه أنفة أو عادة أو عزة بالإثم. حاشاهم.
وفي هذه الآية يذكر الله بني إسرائيل بذلك ويقول :
(وَآمِنُوا بِما أَنْزَلْتُ مُصَدِّقاً لِما مَعَكُمْ)
إذ ما دامت الرسالة واحدة والهدف ليس تحقيق مصالح ذاتية ، بل طموحات انسانية عامة ، فلا بد ان يسارع المؤمنون بالرسالات السابقة ، الى الايمان بالرسالة الجديدة ، والا فسوف يدفعهم التنافس الى ان يكونوا أول كافر بهذه الرسالة ، سعيا وراء كسب شارع المتدينين ، وخوفا من فقدان قاعدتهم الايمانية. كذا حذّر الله بني إسرائيل قائلا :
(وَلا تَكُونُوا أَوَّلَ كافِرٍ بِهِ)
وبين ان سبب الكفر المبكّر بالرسالة قد يكون المصالح الذاتية فقال :
(وَلا تَشْتَرُوا بِآياتِي ثَمَناً قَلِيلاً)
وقد يكون السبب الخوف من بعض أصحابهم من ذوي العقول المتحجرة لذلك