ولكن يبقى السؤال لما ذا لم يفعل ذلك؟ والجواب لأنّه (ضل) وانشغل بالتوافه والجدليات الفارغة.
بينات من الآيات :
[٤٠] إذا كان لا بد من إنقاذ الإنسان من ضلاله قبل توجيه طاقاته الى الحياة ، وهذا الانقاذ هو أكبر نعمة لله عليه. من هنا قال الله لبني إسرائيل :
(يا بَنِي إِسْرائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ)
انها نعمة الهدى التي تؤدي بالطبع الى سائر نعم الحياة ، ولكن نعمة الهدى ومن ثم سائر النعم لا تبقى الا بعد التمسك بها ، والوفاء بالتزاماتها. من هنا قال ربنا لبني إسرائيل
(وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ)
اي تمسكوا بالهدى ، أعطيكم سائر النعم.
ولكن الإنسان قد يتنازل عن نعمة الهدى تحت طائلة الخوف من الطبيعة ، الخوف من الطواغيت. الخشية من ضياع الشهوات وهكذا ..
ولكنه لا يعلم ان ابتعاده عن الهدى سوف يجره الى مصاعب أكبر مما يخشى منه ، ولذلك يذكّرهم القرآن بالقول :
(وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ)
لا تخشوا الطبيعة أو الناس أو الشهوات بل اخشون وحدي ، وإذا زالت الخشية من الناس وتحرر الإنسان من الخوف ، زالت العقبة الاساسية التي تعترض طريق