من هنا يركز القرآن الحكيم في هذه المجموعة من الآيات على ان مشكلة بني إسرائيل في هذه المرحلة لم تكن متمثلة في قلة علمهم بالدين ، بل في استثمار هذا العلم في سبيل مصالحهم الذاتية وتوجيهه حسب أهوائهم.
صحيح ان بعضهم أيضا أميون ، ولكن البعض الآخر كان يتعمد تحريف الكتاب بكل صلافة. والقرآن يركز الضوء على هؤلاء لأنهم هم السبب المباشر لتضليل الأميين.
بينات من الآيات :
قسوة القلب :
[٧٤] ان قسوة القلب جاءت بعد مرحلة الاستخفاف بتعاليم الدين ، والالتفاف حولها ، والتشبث بقشورها. ولذلك قال الله سبحانه :
(ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذلِكَ فَهِيَ كَالْحِجارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً)
كيف أصبحت قلوبهم أشد قسوة من الحجارة؟
لان الحجارة قد تفيض بالعطاء كثيرا أم قليلا وتؤدي بذلك دورا في الحياة اما الإنسان الذي يقسو قلبه فأنّه (والعياذ بالله) لا يعترف لنفسه بأي دور ايجابي في الحياة ولا يلتزم باية مسئولية فيها.
(وَإِنَّ مِنَ الْحِجارَةِ لَما يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهارُ وَإِنَّ مِنْها لَما يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْماءُ) كما ان الحجارة قد تخشع لله ولسننه في الحياة.
(وَإِنَّ مِنْها لَما يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللهِ)