بيد ان القلب القاسي لا يخشع لله أبدا. ثم يهدد الله أصحاب هذه القلوب القاسية ويقول :
(وَمَا اللهُ بِغافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ)
[٧٥] ثم يحدثنا القرآن عن ان مشكلة هؤلاء ليست في انهم لا يعلمون ، بل في انهم لا يؤمنون ويقول :
(أَفَتَطْمَعُونَ أَنْ يُؤْمِنُوا لَكُمْ وَقَدْ كانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلامَ اللهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ ما عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ)
ان كل شروط العلم متوفرة في هؤلاء. السماع للعلم المتمثل في الوحي ، ثم التعقل ثم العلم ولكنهم مع كل ذلك يحرفون كلام الله بغية الحصول على بعض المكاسب المادية.
[٧٦] واخطر من ذلك نفاقهم الذي يبدو من تصرفهم الماكر مع المؤمنين الصادقين ، حيث انهم يرفضون الايمان في الواقع ، اما في الظاهر فيدّعون انهم مؤمنون.
(وَإِذا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قالُوا آمَنَّا)
وذلك كسبا لبعض المغانم من هؤلاء المؤمنين الذين غالبا ما يكونون من البسطاء من اتباع موسى عليه السلام ، الذين يفرض عليهم الأحبار والرهبان إتاوات باسم الدين.
والغريب في تصرف هؤلاء انهم عند ما يختلون الى بعضهم ينفتحون على بعضهم ويعترفون على أنفسهم بأنهم يحرفون كلام الله عمدا ، مع العلم المسبق بأنه كلام الله