ونرى علماء اليهود والنصارى يحرفّون حتى اليوم دينهم ، ليكيفوه مع ثقافات العصر واتجاهات السياسة. حتى أن التقارير الأخيرة ذكرت انّ الكنيسة الكاثوليكية دعت بعثاتها التبشيرية في افريقيا الى خلط الدين المسيحي بثقافات الوثنية الافريقية ، لضمان إقبال الشعوب الافريقية على الدخول في كنائسهم.
[٧٨] اما بقية الناس فهم أميون ، تحول الكتاب في واقعهم الى أماني وتقليد الأحبار والرهبان ترى ما هي الأماني. وما هو الظن
الكتاب بين الحلم والتقليد :
بناء على ما سبق فان الكتاب عند هؤلاء مجرد أماني وأحلام ، وربما ظنون وتقاليد. أنه حسب تعبير القرآن الدقيق ، مجرد اماني يتسلى بها الضعفاء ، ويتغنى بحروفه المكروبون والمحرومون. بدل ان يكون صاعقا يفجر طاقاتهم ، وحافزا يثير عقولهم ونظاما لتوجيه حياتهم وعلاقاتهم.
انظر الى السياق كيف يعبر عن حالة هذه الطبقة السحيقة.
(وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لا يَعْلَمُونَ الْكِتابَ إِلَّا أَمانِيَ)
يعني ان الكتاب في نظرهم أصبح مجرد أحلام يمنون أنفسهم بها دون القيام باي نشاط حقيقي من أجل تحقيق اهداف الكتاب.
(وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ)
وهؤلاء لا يستثيرون عقولهم ليفكروا أو ليبدعوا ، انما يستثيرون بالكتاب خيالهم ليتصوروا وليحلموا به. ويحتمل ان يكون المعنى من الظن هذا التقليد.