اي للعلماء الذين يتفهمون الحقائق ، ويعرفون مدى اهمية العلاقة الزوجية ، ومدى ما تحتاج هذه العلاقة الى الضبط والتحديد ، لان اندفاع شهوة الجنس من جهة ، ونزغ النزاعات والسلبيات من جهة اخرى تجعلان العلاقة الجنسية مهتزة. وبالتالي تهددان البناء الاسري بالزوال ، ولذلك بيّن الله حدودا حاسمة لهذه العلاقة حتى يحافظ من جهة على استقامة شهوة الجنس ، وعدم انحرافها في متاهات بعيدة ، ومن جهة ثانية يقلل من السلبيات ويحسم النزاعات.
ان المجتمع الصناعي اليوم يعاني من اهتزاز العلاقة الجنسية. ويعاني لذلك من الكثير من السلبيات الناتجة عن انعدام الاسرة ومنها انعدام التكامل الخلقي وتراكم العقد واشاعة الأمراض الخطيرة.
[٢٣١] بعد العدة تصبح المرأة حرة ، وعلى الزوج ان يفكر مليا فيما إذا يريد زوجته أم لا. فاذا أرادها فعليه ان يراجعها قبل انتهاء الفترة الممنوحة له. والا فليس له حق في منعها من التصرف في شؤونها لأنها أصبحت حرة.
(وَإِذا طَلَّقْتُمُ النِّساءَ فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ سَرِّحُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ وَلا تُمْسِكُوهُنَّ ضِراراً لِتَعْتَدُوا)
لتضروا بهن ، وتمنعوهن من الزواج بغيركم ، لان ذلك عدوان وظلم.
(وَمَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ)
ذلك ان حدود الله التي تحافظ على حقوق الناس هي في مصلحة الجميع. فاذا تجاوزها شخص واعتدى على حقوق الآخرين ، فقد يأتي شخص آخر ويعتدى على حقوقه هو. وهكذا تعم الفوضى. من هنا وقبل ان يفكر الواحد في ظلم الناس ، لا بد ان يجعل هذا الظلم في الإطار الاجتماعي العام ويحلل الموقف. هل يريد ان يعود