التزكية ، بل وأيضا من أجل بيانها للناس.
(ب) : والأسلوب التربوي الذي يتبعه القرآن الحكيم ـ في تزكية النفس ـ أسلوب علمي بذاته. إنه أسلوب مرحلي يتابع مراحل التزكية ، بما يتناسب معها من الأثارة العاطفية ، والتوجيه الفكري والزخم الايماني إنه أسلوب يربط ـ بحكمة بالغة ـ بين الفكرة الموظفة والهدف المنشود.
وبكلمة إن البشرية تسعى منذ قرون في سبيل وضع مناهج علمية للتربية. والقرآن سبق البشرية جميعا في استخدام كل هذه المناهج وغيرها مما يطول بيانها تفصيلا.
وهذا يهدينا الى حقيقتين :
١ ـ ان يوسعنا معرفة المناهج العلمية الأصوب عن طريق تتبع المناهج القرآنية آية بآية ، وموضوعا بموضوع.
٢ ـ ان بوسعنا الانطلاق من نقطة واحدة في دراسة هذه المناهج إلى قاعدة شاملة عند ملاحظتنا للقرآن الحكيم تماما ، مثل انطلاق المهندس القدير من النظر إلى عمارة واحدة إلى معرفة القاعدة الهندسية التي قامت وفقها هذه العمارة. ومثل تفهم الطبيب الحاذق من وصفة طبية القاعدة العلمية التي استند إليها ذلك الذي كتبها ـ وهكذا ..
فمعرفة المناهج قد تهدينا الى السنن الفطرية التي روعيت عند وضع هذه المناهج وبالتالي نستطيع فهم السنن هذه.