المؤمن ان يبلغ ايمانه بهذه الحقيقة الى هذا المستوى حتى يثبت صدق ايمانه بالله ..
[٢٤٥] والله واهب ما في الحياة من نعم كما هو واهب الحياة ذاتها ، فهو الذي يوسع على من يشاء ، ويقتر على من يشاء ولكن ليس عبثا ، وانما بمقدار عطاء الفرد في سبيل الله ، وتجارته معه تلك التجارة التي دعا الله إليها في كتابه في أكثر من مناسبة وهنا يدعو إليها ويقول :
(مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضاعِفَهُ لَهُ أَضْعافاً كَثِيرَةً)
وهل هناك بنك في العالم يعطي على المائة ، ثلاث مائة وأكثر ، ولكن الله يفعل ويطلب منا ان ننفق في سبيله حتى يعوّضنا أضعافا.
(وَاللهُ يَقْبِضُ وَيَبْصُطُ)
فبيده الفقر ، إذ يقبض عن الفقير يد نعمته ، وبيده الغنى ، حين يبسط على الغني يد رحمته. هذا في الدنيا.
(وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ)
في الآخرة فيجازي المعطي في سبيله اجرا عظيما ..
هذه الآية تشمل تجسيدا حيا لصفة هيمنة الله على الحياة ، وكما تشمل توجيها للإنسان انطلاقا من هذه الحقيقة ، هو العطاء بلا خوف من الفقر والفاقة.
أمروا بالقتال فتولّوا
[٢٤٦] اخرجوا من بلادهم ظلما وعدوانا وطالبوا نبيّهم ، بان يختار الله لهم قائدا يحاربون أعداءهم تحت لوائه .. ولكن حين بعث الله لهم قائدا وجدّ الجد ،