نكصوا على أعقابهم. انهم مثل لعدم الايمان الحقيقي وبالتالي فصل دين الله عن الحياة ، وفصل الدين عن السياسة ، ورجال الله عن أمور الدنيا ..
ان الدين الذي يريده الله هو دين الحياة ، وان الايمان الذي يطالب به العباد ، هو الايمان بالله المدبر للكون ، المطاع بلا شريك في الحياة ، وهذا الايمان كان مفقودا عند هذه الطائفة لذلك فشلوا في الامتحان. وقال عنهم ربنا :
(أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلَإِ مِنْ بَنِي إِسْرائِيلَ مِنْ بَعْدِ مُوسى)
الذي كان قائدهم المطاع والذي انقذهم الله به من بطش فرعون.
(إِذْ قالُوا لِنَبِيٍّ لَهُمُ ابْعَثْ لَنا مَلِكاً نُقاتِلْ فِي سَبِيلِ اللهِ)
ولكن النبي كان يعرف مستوى ايمانهم الضحل ولذلك
(قالَ هَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتالُ أَلَّا تُقاتِلُوا قالُوا وَما لَنا أَلَّا نُقاتِلَ فِي سَبِيلِ اللهِ وَقَدْ أُخْرِجْنا مِنْ دِيارِنا وَأَبْنائِنا)
فكيف لا نقاتل هل هذا معقول؟
(فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتالُ تَوَلَّوْا إِلَّا قَلِيلاً مِنْهُمْ وَاللهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ)
كان يعرفهم قبل ان يكتب عليهم القتال ، ويتولوا ، ولكنه امتحنهم ليعرفوا أنفسهم ، وليتم عليهم الحجة ، ولعل الناس يعتبرون بقصتهم.
ان هؤلاء يمثلون فريقا من الناس يؤمنون بالله ايمانا ظاهرا وسطحيا ، فاذا محصوا بالبلاء كفروا بالله ، إذ انهم ـ منذ البداية ـ كانوا يزعمون : انّ الله محصور في المسجد وبعض الصلوات والابتهالات ، ومن ثمّ ، بعض التعاليم الخلقية ، امّا الله