الذي يأمر بالقتال ، وبطاعة رجال معينين لا يملكون كفاءة القيادة حسب تصورهم الباطل .. فإنهم يكفرون به ..
[٢٤٧] وقصة هؤلاء بالتالي ، هي قصة المؤمن الذي لم يذوّب نفسه كاملا في بوتقة الايمان ، ولم يسلم نفسه لله. ولا تزال رواسب الجاهلية وقيمها تتحكم فيه ، لنستمع الى القصة ونعتبر منها لأنفسنا :
(وَقالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طالُوتَ مَلِكاً)
فاذا بهم يجن جنونهم ، لماذا طالوت وليس فلان أو فلان ..
(قالُوا أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ)
لاننا أكثر أموالا منه ، والملك يجب ان يكون غنيا وليس طالوت كذلك.
(وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِنَ الْمالِ)
فأجابهم النبي : بان قيادة الحرب لا تحتاج الى مال ، بل الى كفاءة اخرى موجود في طالوت ، ولذلك اختاره الله.
(قالَ إِنَّ اللهَ اصْطَفاهُ عَلَيْكُمْ وَزادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ)
وهذه هي كفاءة القيادة الحربية ، ان يكون قادرا عليها جسديا وعلميا ، ثم ان اختيار الله له تزكية له ، وكافية لثقتكم بأمانته وكفاءته ، ثم ان الله هو إلهكم وبيده أمور عباده ، وعليكم ان تطيعوه دون تلكأ .. أو تقاعس.
(وَاللهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَنْ يَشاءُ وَاللهُ واسِعٌ عَلِيمٌ)
قادر وقدرته واسعة ، ورحيم ورحمته واسعة ، وعليم فهو الملك الحقيقي للعباد ، وهو