القصة حيث نتساءل :
: ماذا ترمز بالنسبة إلينا السكينة والبقية ، انهما ترمزان الى ضرورة توفر صفتين في القيادة.
١ ـ الثقة بها ، واشاعة الاطمئنان فيمن حولها ، وذلك عن طريق التجرد للحق ، وعدم الاستسلام للقوى الضاغطة ، وعدم تفضيل طائفة من الناس على طائفة.
٢ ـ هذه واحدة واخرى الاصالة والارتباط بتراث الامة الحضاري والقدرة على التعامل مع هذا التراث تعاملا ايجابيا مستمرا ، ان تجارب الامة النضالية عبر القرون أفضل ينبوع يلهم الناس الصبر واليقين والتضحية من أجل القيم الرسالية.
[٢٤٩] اختار طالوت جنوده ، وتوجه تلقاء العدو ، ولكنه كان محّنكا لم يغامر بمواجهة العدّو قبل ان يقوم بمناورة عسكرية ، الهدف منها اختبار جنوده ، فمّر في طريقه بنهر عذب وكان جنوده يعانون من عطش شديد ، فنهاهم عن ان يشربوا أكثر من كف من الماء فقط ، وكانت المفاجأة : أنّ أكثرهم فشلوا في الاختبار.
(فَلَمَّا فَصَلَ طالُوتُ بِالْجُنُودِ قالَ إِنَّ اللهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَنْ لَمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلَّا مَنِ اغْتَرَفَ)
الماء بمقدار ما تحتويه يده فقط.
(غُرْفَةً بِيَدِهِ فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلَّا قَلِيلاً مِنْهُمْ)
وهنا امر طالوت الذين لم يصبروا عن العطش قليلا ، بان يعودوا ربما الى احضان أمهاتهم ، انهم ليسوا رجال حرب ، الحرب بحاجة الى خشونة وطاعة ، ولا تنفعها الميوعة والخذلان ، وسار بعيدا عن النهر بجيش صغير ، ولكنه قوي المعنويات نوعا ما.