يومئذ ، والتي قتل بعدئذ في مقاومته لها.
(وَنَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ)
[٤٠] كان زكريا قد دعا ربه ، حين وجد عند مريم رزقا ـ دعا ربه ـ في قمة تأثره بالحادثة ، لأنها ذكرته بأمنيته القديمة. اما الآن وهو في المحراب ، فقد نسي نفسه وأمنياتها ، وحتى يكون قد نسي حادثة الدعاء. انه الآن متوجه الى الله وحده ، خالص لله وجهه ، لذلك فوجئ ببشارة الملائكة :
(قالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلامٌ وَقَدْ بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ وَامْرَأَتِي عاقِرٌ قالَ كَذلِكَ اللهُ يَفْعَلُ ما يَشاءُ)
[٤١] كان مجتمع بني إسرائيل انئذ فاسدا ، الى درجة انهم كانوا يرتابون حتى في زكريا. والآن لو ذهب الى الناس ، وأخبرهم بان الله رزقه يحيى من امرأة عاقر ، فكيف يصدقونه .. لذلك :
(قالَ رَبِّ اجْعَلْ لِي آيَةً قالَ آيَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ إِلَّا رَمْزاً)
وذلك في صيام صامت ، واعتزال ظاهر عن الناس. الذين فسدت ضمائرهم ، وأخذوا يتشككون فيه. ان نوع العبادة كان ينسجم مع نوع المجتمع.
(وَاذْكُرْ رَبَّكَ كَثِيراً وَسَبِّحْ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكارِ)
فمزيدا من الارتباط بالله ، عن طريق ذكر الله وتسبيحه ليل نهار ، هو الكفيل بإعادة ثقة الناس بالنبي. إذ النبي لا يعرف بكثرة المال ، أو كثرة الحديث ، بل بالتوجه الى الله ، والدعوة اليه. وهذا من ابرز علامات الأنبياء دائما ..
وعلى الناس ان يفكروا هم بأنفسهم ، ان زكريا لا يمكن ان يكون كاذبا ، فيأتي