حقوقه ، كلا انه سوف يوفيها بالكامل ، ودون ان ينقص منها شيء ، ودون ان يعطي جنانه بلا شيء من العمل الصالح ، والجهد ، ومخالفة الهوى ، ان الأجر هناك بقدر العمل.
فلتعتبروا يا أولي الألباب
[٥٨] تلك كانت قصص عيسى وقصص المعاصرين له ، فهل هي مجرد قصة كلا .. انها أولا آيات تدل على حقائق ، وأبرزها ان أنبياء الله كانوا بشرا ، وان الله اختارهم لرسالته حين وجدهم أكفاء ، وقدراء على العمل الصالح. وليس اعتباطا ولا لأنهم كانوا من عنصر أفضل من غيرهم ، هذه حقيقة واحدة نستفيدها من قصص عيسى ، وهناك حقائق اخرى نجدها وراء هذه القصص.
وهناك عبر وعظات نستفيدها من هذه القصص ، أبرزها ما نتذكر به تذكر حكيم تفيدنا بصيرة علمية في الحياة ، وعلما نافعا.
من ضرورة العمل الصالح والاجتهاد ، محاربة العناد في أنفسنا ، حتى لا يصبح مصيرنا كاليهود بل حتى نرتفع الى درجة الحواريين الصديقين.
لذلك لخص القرآن فلسفة القصص السابقة بالقول :
(ذلِكَ نَتْلُوهُ عَلَيْكَ مِنَ الْآياتِ وَالذِّكْرِ الْحَكِيمِ)
[٥٩] وبين القرآن بعدئذ الحقيقة البارزة في قصص عيسى وقال :
(إِنَّ مَثَلَ عِيسى عِنْدَ اللهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرابٍ ثُمَّ قالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ)
فليس «عيسى» ابنا لله ، كما ان آدم لم يكن ابنا له ، بل ان تلك القدرة التي قالت للتراب كن .. فكان رجلا سويا وأصبح آدم أب البشر ، تلك القدرة هي التي